[154] ولهذا لما شعر بهذا المتكلمون من الاشعرية اضافوا الى هذه المقدمة مقدمة ثانية وهو انه لا يمكن ان توجد حوادث لا نهاية لها أى لا اول لها ولا آخر وذلك هو واجب عند الفلاسفة .
[155] فهذه ونحوها هى الشناعات التى تلزم وضع هؤلاء وهى أكثر كثيرا من الشناعات التى تلزم الفلاسفة .
[156] ووضعهم أيضا ان الفاعل الواحد بعينه الذى هو المبدأ الاول هو فاعل لجميع ما فى العالم من غير وسط وذلك ان هذا الوضع يخالف ما يحس من فعل الاشياء بعضها فى بعض واقوى ما أقنعوا به فى هذا المعنى ان الفاعل لو كان مفعولا لمر الامر الى غير نهاية وانما كان يلزم ذلك لو كان الفاعل انما هو فاعل من جهة ما هو مفعول والمحرك محرك من جهة ما هو متحرك وليس الامر كذلك بل الفاعل انما هو فاعل من جهة ما هو موجود بالفعل لان المعدوم لا يفعل شيئا والذى يلزم عن هذا هو أن تنتهى الفاعلات المفعولة الى فاعل غير مفعول أصلا لا ان ترتفع الفاعلات المفعولة كما ظن القوم .
Bogga 224