Tafsir Majmac Bayan
مجمع البيان في تفسير القرآن - الجزء1
Noocyada
(1) - يبتلعها والمستقيم المستوي الذي لا اعوجاج فيه قال جرير :
أمير المؤمنين على صراط # إذا أعوج الموارد مستقيم
.
الإعراب
«اهدنا» مبني على الوقف وفاعله الضمير المستكن فيه لله تعالى والهمزة مكسورة لأن ثالث المضارع منه مكسور وموضع النون والألف من اهدنا نصب لأنه مفعول به والصراط منصوب لأنه مفعول ثان.
المعنى
قيل في معنى «اهدنا» وجوه (أحدها) أن معناه ثبتنا على الدين الحق لأن الله تعالى قد هدى الخلق كلهم إلا أن الإنسان قد يزل وترد عليه الخواطر الفاسدة فيحسن أن يسأل الله تعالى أن يثبته على دينه ويديمه عليه ويعطيه زيادات الهدى التي هي إحدى أسباب الثبات على الدين كما قال الله تعالى «والذين اهتدوا زادهم هدى» وهذا كما يقول القائل لغيره وهو يأكل كل أي دم على الأكل (وثانيها) أن الهداية هي الثواب لقوله تعالى: يهديهم ربهم بإيمانهم فصار معناه اهدنا إلى طريق الجنة ثوابا لنا ويؤيده قوله الحمد لله الذي هدانا لهذا (وثالثها) أن المراد دلنا على الدين الحق في مستقبل العمر كما دللتنا عليه في الماضي ويجوز الدعاء بالشيء الذي يكون حاصلا كقوله تعالى:
قال رب احكم بالحق وقوله حكاية عن إبراهيم ع : ولا تخزني يوم يبعثون وذلك أن الدعاء عبادة وفيه إظهار الانقطاع إلى الله تعالى فإن قيل ما معنى المسألة في ذلك وقد فعله الله بجوابه أنه يجوز أن يكون لنا في الدعاء به مصلحة في ديننا وهذا كما تعبدنا بأن نكرر التسبيح والتحميد والإقرار لربنا عز اسمه بالتوحيد وإن كنا معتقدين لجميع ذلك ويجوز أن يكون الله تعالى يعلم أن أشياء كثيرة تكون أصلح لنا إذا سألناه وإذا لم نسأله لا تكون مصلحة فيكون ذلك وجها في حسن المسألةو يجوز أن يكون المراد استمرار التكليف والتعريض للثواب لأن إدامته ليس بواجب بل هو تفضل محض فجاز أن يرغب إليه فيه بالدعاء وقيل في معنى «الصراط المستقيم» وجوه.
(أحدها) أنه كتاب الله وهو المروي عن النبي ص وعن علي ع
وابن مسعود (وثانيها) أنه الإسلام وهو المروي عن جابر وابن عباس (وثالثها) أنه دين الله الذي لا يقبل من العباد غيره عن محمد بن الحنفية (والرابع) أنه النبي ص والأئمة القائمون مقامه وهو المروي في أخبارنا والأولى حمل الآية على العموم حتى يدخل جميع ذلك فيه لأن الصراط المستقيم هو الدين الذي أمر الله به من التوحيد والعدل وولاية من أوجب الله طاعته.
Bogga 104