151

Tafsir Isharat

الاشارات والتنبيهات

Baare

سليمان دنيا

Daabacaha

دار المعارف - مصر

Lambarka Daabacaadda

الثالثة

فالدوام والضرورة يشملان الأول والثاني من الأقسام لأنهما يشتركان فيهما ويفترقان بالإيجاب والسلب

ويبقى الثالث مقابلة لهما

وقول الشيخ المطلقة العامة هي التي بين فيها حكم من غير بيان ضرورة أو إمكان أو دوام أو لا دوام يوهم أنها تعم الأربعة وليس كذلك فإنها من حيث بين فيها حكم إنما يتناول ما يكون مشتملا على حكم قد حصل بالفعل ولا يتناول على ما يكون مشتملا على حكم لم يحصل إلا بالقوة

فهي لا تعم الممكنة من حيث هي ممكنة

وإنما ذكر الشيخ ههنا جميع الأقسام لأنها تقابل المطلقة من حيث الاعتبار وإن لم يدخل جميعها تحتها من حيث العموم

2 -

أقول هذه هي الأمور التي يمكن أن تقيد بها القضية التي بين فيها حكم

والمطلقة العامة إنما تتناولها جميعا من حيث العموم

ولم يذكر الإمكان معها لأنه ينافي ما بين الحكم فيها حاصلا بالفعل

فهو مغاير للإطلاق من حيث العموم والاعتبار جميعا

والضرورة أخص من الدوام لأن كل ضروري دائم ما دامت الضرورة حاصلة

ولا ينعكس إذ من المحتمل أن يدوم شيء اتفاقا من غير ضرورة فلذلك لما ذكر الضرورة ذكر بعدها الدوام وقيده باللاضرورة لئلا يتكرر الضروري

وسمي الخالي عنهما بالوجود فإنه لا يبقى بعدهما إلا الوجود فقط

والقسمة حاصرة لأن الحاصل إما ضروري أو غير ضروري

وغير الضروري إما دائم أو غير دائم

3 -

أقول لما فرغ من بيان الإطلاق وما يقابله شرع في بيان أقسام الضرورة فقسمها

Bogga 264