Tafsir Bayan Sacada
تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة
Noocyada
{ تلك أمة } جماعة قاصدون لمقصود واحد { قد خلت } والمراد ابراهيم (ع) ويعقوب وبنوهما { لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون } يعنى ان انتسابكم اليهم لا ينفعكم به حسناتهم ولا يضركم به سيئاتهم فانظروا الى اعمال أنفسكم لا الى انسابكم وآبائكم.
[2.135]
{ وقالوا } عطف باعتبار المعنى كأنه قال، قال ابراهيم (ع) ويعقوب (ع) كونوا مسلمين وقالوا { كونوا هودا أو نصارى } اى قالت اليهود: كونوا هودا وقالت النصارى: كونوا نصارى فلفظة او ليست للتخيير والاباحة بل هى للتفصيل { تهتدوا قل } لهم يا محمد { بل } كونوا مسلمين واتبعوا { ملة إبراهيم } وكونوا اهل ملة ابراهيم او على ملة ابراهيم { حنيفا } مستقيما او مائلا عن الاديان المعوجة وهو حال عن الملة او ابراهيم ولم يقل حنيفة لكون الملة بمعنى الدين او لكسبه التذكير من المضاف اليه وروى ان الحنيفية هى الاسلام { وما كان من المشركين } تعريض بالمشركين كما ان قوله تعالى بل ملة ابرهيم كان ردا لاهل الكتاب فان المشركين أكثرهم مقرون برسالة ابراهيم (ع).
[2.136]
{ قولوا آمنا بالله } خطاب للمؤمنين او للائمة خاصة كما ورد عن الباقر (ع) انما عنى بذلك عليا (ع) وفاطمة (ع) والحسن (ع) والحسين (ع) وجرت بعدهم فى الائمة. ثم يرجع القول من الله فى الناس فقال تعالى: { فإن آمنوا } يعنى الناس { بمثل مآ آمنتم به }؛ الآية { ومآ أنزل إلينا } من الاحكام والقرآن { ومآ أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط } وهم اولاد اولاد يعقوب. سئل الباقر (ع): هل كان ولد يعقوب انبياء؟ - قال: لا ولكنهم كانوا اسباطا اولاد الانبياء؛ ولم يكونوا فارقوا الدنيا الا سعداء، تابوا وتذكروا ما صنعوا، وهذا يدل على أن السبط أعم من الولد وولد الولد { ومآ أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون } المذكورون وغير المذكورين يعنى قولوا آمنا بالله وما أنزل الينا من الاحكام والكتاب تفصيل او آمنا بما أنزل على سائر النبيين من الشرائع والكتب اجمالا لعدم اطلاعهم على ما أنزل الى الانبياء تفصيلا { من ربهم لا نفرق بين أحد منهم } اضيف بين الى احد لوقوعه فى سياق النفى وعمومه { ونحن له } لله { مسلمون } روى ان أمير المؤمنين (ع) علم اصحابه ان اذا قرأتم قولوا: { آمنا فقولوا آمنا بالله } ، الآية، وهذا يدل على ان القارئ ينبغى ان يقدر لسانه لسان الله وان يتصوران الامر الجارى على لسانه انما هو جار من الله وفرض نفسه مأمورة وأوقعها موقع الامتثال والإتمار فان كان المأمور به قولا ذكره وكرره، وان كان عملا عمله مثل الأمر بالسجدة فى آيات السجدة.
[2.137]
{ فإن آمنوا } اى الناس غير الائمة او أهل الكتاب غير المسلمين { بمثل مآ آمنتم به } الباء للآلة او للسببية والمعنى فان اتصفوا بالايمان بايمان او بسبب ايمان مثل ايمان آمنتم به او للمصاحبة والمعنى فان آمنوا مصاحبين بايمان مثل ايمان آمنتم به او الباء للآلة والمعنى فان آمنوا بطريق مثل طريق ما آمنتم به، او لفظ الباء زائدة ولفظ المثل مقحم، او الكلام محمول على المبالغة بفرض المثل والمعنى فان آمنوا بمثل ما آمنتم به من الله وما أنزل الله على الانبياء لو فرض له مثل { فقد اهتدوا } فكيف يكون حالهم اذا آمنوا به نفسه { وإن تولوا } فلا تستغربوه { فإنما هم في شقاق } لكم او للايمان وليس لهم بسبب كونهم فى شقاق الا التولى والانكار فهو من اقامة السبب مقام الجزاء او المعنى ان تولوا يقعوا فى شقاق لكم او للاهتداء والتأدية بالجملة الاسمية للاشارة الى التأكيد والثبات، والشقاق المخالفة والعداوة { فسيكفيكهم الله } وعدله (ص) وللمؤمنين بالنصر وكفايته تعالى مؤنة دفعهم وقد وفى { وهو السميع } لما قلتم وقالوا { العليم } بكم وبأعمالكم ونياتكم، وبهم وبأعمالهم ونياتهم.
[2.138]
{ صبغة الله } اى صبغنا الله صبغة فحذف الفعل وأضيف المصدر الى الفاعل بعد تأخيره والجملة حال او مستأنفة جواب عن سؤال مقدر كأنهم بعد ما قالوا: { آمنا بالله } قيل: ما فعل الله بكم؟ - قالوا: صبغنا الله صبغة وفسرت الصبغة بالاسلام وبالايمان لان الصبغ كما يظهر على الثوب وينفذ فيه كذلك الاسلام والايمان يظهر أثرهما على البدن ويؤثر فى القلب، او للتشبيه بما يفعله النصارى بأولادهم من الغمس فى ماء أصفر يسمونه بالمعمودية وبه يتحقق نصرانيتهم { ومن أحسن من الله صبغة } تبجحوا وباهوهم بهذه العبارة { ونحن له عابدون } لسنا مشركين فى عبادته مثلكم.
[2.139]
Bog aan la aqoon