Tafsir Bayan Sacada
تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة
Noocyada
[2.70]
{ قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي } زيادة على ما وصفت بحيث لا يبقى لنا التباس فيها { إن البقر تشابه علينا وإنآ إن شآء الله لمهتدون } ببيانك روى أنهم لو لم يستثنوا لما بينت لهم آخر الابد.
[2.71]
{ قال إنه يقول إنها بقرة لا ذلول تثير الأرض } لا تكون مروضة مذللة لاثارة الارض { ولا تسقي الحرث } ولا تكون مروضة تسقى الحرث بالدلاء { مسلمة } من العيوب { لا شية فيها } لا لون فيها غير الصفرة يخالطها { قالوا الآن جئت بالحق } من أوصاف البقرة وحقيقتها التى بها تمتاز عن غيرها وقد عرفناها هى بقرة فلان واشير فى بعض الاخبار انهم لو ذبحوا أى بقرة عمدوا اليها أجزأهم لكنهم شددوا على أنفسهم فشدد الله عليهم. وفى تفسير الامام (ع) فلما سمعوا هذه الصفات قالوا: يا موسى فقد أمرنا ربنا بذبح بقرة هذه صفتها؟ - قال: بلى ولم يقل موسى فى الابتداء ان الله قد أمركم لانه لو قال: ان الله قد أمركم لكانوا اذ { قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هى } وما لونها كان لا يحتاج الى ان يسأله عز وجل ذلك ولكن كان يجيبهم هو بأن يقول امركم ببقرة فاى شيئ وقع عليه اسم البقرة فقد خرجتم من أمره اذا ذبحتموها فلما استقر الامر عليهم طلبوا هذه البقرة فلم يجدوها الا عند شاب من بنى اسرائيل أراه الله فى منامه محمدا (ص) وعليا (ع) وطيبى ذريتهما فقالا انك كنت لنا محبا مفضلا ونحن نريد ان نسوق اليك بعض جزائك فى الدنيا فاذا راموا شراء بقرتك فلا تبعها الا بأمر أمك فان الله يلقنها ما يغنيك به وعقبك، ففرح الغلام وجاء القوم يطلبون بقرته فقالوا: بكم تبيع بقرتك هذه؟ - قال: بدينارين والخيار لامى قالوا: رضينا بدينار فسألها، فقالت: بأربعة، فأخبرهم فقالوا، نعطيك دينارين، فأخبر أمه، فقالت: ثمانية، فما زالوا يطلبون على النصف مما تقول أمه، ويرجع الى أمه فتضعف الثمن حتى بلغ ثمنها ملأ مسك ثور أكبر ما يكون ملأ دنانير، فأوجبت لهم البيع { فذبحوها وما كادوا يفعلون } لغلاء ثمنها وثقله عليهم لان ثمنها بلغ الى ملأ جلدها على بعض ما نقل، او ملأ جلد ثور اكبر ما يكون دينارا وكان ثقيلا عليهم فانه بعد ما قبلوه بلغ مقداره الى خمسة آلاف الف دينار ولجاجهم حملهم على أدائها وافتقر القوم كلهم واستغنى الشاب، ونقل أنه لم يفتقر أحد من أولاده الى سبعين بطنا. وفى تفسير الامام (ع) ان أصحاب البقرة ضجوا الى موسى (ع) وقالوا: افتقرت القبيلة وانسلخنا بلجاجنا عن قليلنا وكثيرنا فأرشدهم موسى (ع) الى التوسل بنبينا فأوحى الله اليه ليذهب رؤساؤهم الى خربة بنى فلان ويكشفوا عن موضع كذا ويستخرجوا ما هناك فانه عشرة آلاف ألف دينار ليردوا على كل من دفع فى ثمن هذه البقرة ما دفع لتعود أحوالهم على ما كانت. ثم ليتقاسموا بعد ذلك ما يفضل وهو خمسة آلاف ألف دينار على قدر ما دفع كل واحد منهم ليتضاعف أموالهم جزاء على توسلهم بمحمد (ص) وآله (ع) واعتقادهم لتفضيلهم.
[2.72]
{ وإذ قتلتم نفسا } خطاب الجمع للحاضرين مع ان القتل كان من واحد او اثنين من الماضين لوجود القتل فيهم ولتعيير الكل بوقوع مثل ذلك الامر الشنيع فيهم ولان القاتل كان منهم ولان الحاضرين كانوا مشابهين للماضين، وكان حق هذا ان يذكر مقدما على قوله واذ قال موسى لقومه الى آخر الآية لكنه فك وقدم ذلك وأخر هذا لان المقام لبيان مساوئهم وبيان المساوى فى ذلك كان أتم ونوعها أكثر فان فيه ذكرا لانكارهم لموسى (ع) واستهزائهم بالامر بقياسهم الفاسد حيث قالوا: كيف يكون ملاقات عضو ميت لميت سبب الحياة؟ والاستقصاء فى السؤال والتوانى فى الامتثال والتدانى من ترك الامتثال { فادارأتم فيها } تخاصمتم فان المخاصمة تستلزم المدافعة او تدافعتم على حقيقته لان كلا دفع قتلها عن نفسه الى صاحبه { والله مخرج ما كنتم تكتمون } من خبر القاتل وارادة تعجيز موسى والاستهزاء به وهى جملة حالية او معطوفة على ادارأتم او معترضة واعمال مخرج لكونه حكاية حال ماضية متصورة بصورة الاستقبال بالنسبة الى جملة { فادارأتم فيها }.
[2.73]
{ فقلنا اضربوه } اى المقتول { ببعضها } ببعض أعضاء البقرة فضربوه بذنبها روى أنهم أخذوا قطعة وهى عجز الذنب الذى منه خلق ابن آدم وعليه يركب اذا أعيد خلقا جديدا فضربوه بها وقالوا: اللهم بجاه محمد (ص) وعلى (ع) وآله الطيبين لما أحييت هذا الميت وأنطقته ليخبر عن قاتله فقام سالما سويا وقال: يا نبى الله قتلنى هذان ابنا عمى حسدانى على بنت عمى فقتلانى وألقيانى فى محلة هؤلاء ليأخذوا ديتى فأخذ موسى (ع) الرجلين فقتلهما. وروى ان المقتول المنشور توسل الى الله سبحانه بمحمد (ص) وآله (ع) ان يبقيه فى الدنيا متمتعا بابنة عمه ويجزى عنه أعداءه ويرزقه رزقا كثيرا طيبا؛ فوهب الله له سبعين سنة بعد ان كان قد مضى عليه ستون سنة قبل قتله صحيحة حواسه فيها قوية شهواته فتمتع بحلال الدنيا وعاش معها لم يفارقها ولم تفارقه وماتا جميعا معا وصارا الى الجنة وكانا فيها زوجين ناعمين { كذلك يحيي الله الموتى } اى قلنا اضربوه ببعضها فضربوه فحى فقلنا كذلك يحى الله الموتى فلا تستغربوا الحيوة بعد المماة او قلنا اضربوه ببعضها قائلين بعد ضربه وحياته { كذلك يحيي الله الموتى } ، او هو مستأنف لبيان كيفية احياء الموتى فى الرجعة او فى المعاد فانهم كانوا مستغربين لاحياء الموتى ورجعتهم الى الدنيا، او اعادتهم فى الاخرى وبعد حياة الميت صار المقام مقام السؤال عن كيفية احياء الموتى كأنهم قالوا: هل يحى الله الموتى مثل احياء هذا الميت؟ - فقال تعالى: { كذلك يحيي الله الموتى ويريكم آياته } عطف على يحى الله اى مثل اراءة هذه الآية العجيبة من احياء الميت بالتقاء ميت آخر يريكم سائر آياته النفسانية العجيبة والخارجية الغريبة { لعلكم تعقلون } اى تدركون جواز المعاد والرجعة، او تدركون صحة نبوة موسى (ع) وصحة قوله فى تفضيل محمد (ص) وعلى (ع) وآلهما (ع) او لعلكم تصيرون عقلاء خارجين عن مقام الجهل الى مقام العقل.
[2.74]
{ ثم قست قلوبكم } لا تلين بالرحمة والخير { من بعد ذلك } يعنى ما جعلناه سببا لرقة قلوبكم صار سببا لقسوته فان تعقيب القساوة لاراءة الآيات يشعر بسببيتها لها، وهذا ذم بليغ لهم لأنه يشعر بأن خباثة طينتهم جعلت ما كان سببا لهدايتهم وادراكهم سببا لقساوتهم وبلاهتهم { فهي كالحجارة } اى فصارت كالحجارة لكنه عدل الى الاسمية اشعارا بتمكنهم فى القسوة او فعلهم أنها كالحجارة فيكون عطفا باعتبار لازم الحكم { أو أشد قسوة } بل أشد قسوة وقرء أشد بالفتح عطفا على محل الحجارة { وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار } عطف فى موضع التعليل او حال كذلك { وإن منها لما يشقق فيخرج منه المآء } الذى هو دون النهر مثل العيون القليلة الماء { وإن منها لما يهبط من خشية الله } ينهار فينحدر من أعلى الجبل الى أسفله انقيادا لأمر الله التكوينى او يتناثر فيهبط من أطراف الاحجار الباقية فى الجبل فيهبط انقيادا للامر التكوينى، واستعمال الخشية مجاز او محمول على ان كل الممكنات لها علم وشعور وشوق وخوف وخشية { وما الله بغافل عما تعملون } توعيد لهم ثم صرف الخطاب عنهم بعد ما وبخهم الى المؤمنين فقال { أفتطمعون }.
Bog aan la aqoon