Tafsir Bayan Sacada
تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة
Noocyada
[5.74]
{ أفلا يتوبون إلى الله } بعد ما علموا ان هذه الكلمة كفر واغواء للغير { ويستغفرونه والله غفور رحيم } حال للتعليل.
[5.75]
{ ما المسيح ابن مريم إلا رسول } لا آله كما قال الفرقة الاولى ولا واحد الالهة كما قال الفرقة الثانية { قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة } صدقت عن الاعوجاج قولا وفعلا وحالا، وصدقت بكلمات ربها وكتبه ورسله والدليل على انهما ليسا آلهين انهما { كانا يأكلان الطعام } فيشتركان معكم فى اخس احوالكم وهو الاحتياج الى الاكل، وهو كناية عن الاحتياج الى التخلى ومن كان محتاجا مبتلى بأخس الاحوال لا يصير آلها فى ارفع المقام { انظر كيف نبين لهم الآيات } يعنى انظر الى بياننا العجيب لآيات القرآن فى بيان حال عيسى (ع) وامه مناسبا لفهمهم وشأنهم بحيث لا يمكن لهم انكاره، أو انظر الى بياننا لآياتنا التى منها عيسى (ع) وامه (ع) بحيث يدركه كل احد ولا يبقى له ريب { ثم انظر أنى يؤفكون } تخليل ثم للتفاوت بين التعجبين يعنى انصرافهم عن الحق فى عيسى (ع) وامه (ع) بعد هذا البيان او بعد ما رأوا منهم وعلموا هذه الحالة الخسيسة اعجب من كل عجيب.
[5.76]
{ قل أتعبدون من دون الله ما لا يملك لكم ضرا ولا نفعا } يعنى المسيح (ع) فانه بعد ما علم احتياجه الى اخس الاحوال وعدم مالكيته لدفع ضر تلك الحاجة عن نفسه يعلم انه لم يكن مالكا للضر والنفع لغيره فلم يكن اهلا لان يعبد والمقصود التعريض بالامة فى طاعة من لا يدفع ضرا عن نفسه { والله هو السميع } يعنى والحال ان سماع الحاجات وقضائها منحصر فيه ليس لغيره { العليم } والعلم بمقدار الحاجات وكيفية دفع المضار وجلب المنافع أيضا منحصر فيه.
[5.77]
{ قل يأهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق } غلوا غير الحق وهو القول والاعتقاد فى الانبياء (ع) زئدا على مرتبة فهمكم او زائدا على مرتبتهم هذا للمتبوعين { ولا تتبعوا أهوآء قوم قد ضلوا من قبل } اى من قبلكم باستبدادهم فى الرأى من المبتدعين الماضين او الحاضرين وهذا للاتباع المقلدين { وأضلوا كثيرا } باستتباعهم اياهم فى رأيهم { وضلوا عن سوآء السبيل } السبيل المستوى الى طرفى الافراط والتفريط والتكرار باعتبار ان الاول الضلال عن احكام النبوة القالبية والثانى الضلال عن احكام الولاية القلبية وهذا تعريض بالامة فى ضلالهم عن احكام محمد (ص) واقواله وضلالهم عن ولاية على (ع) واتباعه.
[5.78]
{ لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داوود وعيسى ابن مريم } استيناف واقع موقع التعليل، فى المجمع عن الباقر (ع): اما داود (ع) فانه لعن اهل ايلة لما اعتدوا فى سبتهم وكان اعتداؤهم فى زمانه فقال: اللهم البسهم اللعنه مثل الرداء على المنكبين ومثل المنطقة على الحقوين فمسخهم الله قردة، واما عيسى (ع) فانه لعن الذين انزلت عليهم المائدة ثم كفروا بعد ذلك فصاروا خنازير { ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون } فلا تعصوا انتم ولا تعتدوا واسمعوا يا امة محمد (ص).
Bog aan la aqoon