Tafsir Bayan Sacada
تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة
Noocyada
{ الذين يتخذون الكافرين } الذين سبق ذكرهم من اعداء آل محمد (ص) { أوليآء } باتباعهم وقبول دعوتهم والبيعة معهم { من دون المؤمنين } على (ع) واتباعه { أيبتغون عندهم العزة } استفهام انكارى للتوبيخ يعنى لا ينبغى ان يبتغوا عندهم العزة { فإن العزة لله جميعا } مجتمعة عنده فما لهم يخالفون امره ولا يتبعون اولياءه ويبتغون من غيره العزة.
[4.140-141]
{ وقد نزل عليكم في الكتاب } حال من فاعل يتخذون وجملة ايبتغون اعتراض او عن فاعل يبتغون او عن الله المجرور باللام والمراد بالكتاب اما احكام النبوة او القرآن او هما { أن إذا سمعتم } ان تفسيرية او مخففة { آيات الله } واعظمها على (ع) { يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم } فضلا عن موالاتهم { حتى يخوضوا في حديث غيره } غاية للنهى عن العقود معهم او غاية لترك تعظيمهم ولاستهزاءهم المستفادين من النهى عن القعود اى لا تقعدوا معهم لينفعلوا ولا يعودوا لمثله { إنكم إذا مثلهم } بمحض القعود معهم فضلا عن موالاتهم والمماثلة معهم اما فى الكفر، ان ترضوا بقولهم، او فى الاثم، ان لم ترضوا، { إن الله جامع المنافقين } الذين كانوا مع محمد (ص) ظاهرا ثم اتبعوا اعداءه { والكافرين } المتبوعين { في جهنم جميعا الذين يتربصون بكم } اى ينتظرون بسببكم يعنى وقوع امر من خير او شر لكم كأن وجودكم صار سببا لانتظارهم { فإن كان لكم فتح من الله قالوا ألم نكن معكم } يعنى انهم كانوا طالبين للدنيا اينما وجدوها تملقوا لها لا تعلق لهم بكفر ولا ايمان { وإن كان للكافرين نصيب } سمى الاول فتحا والثانى نصيبا اشارة الى ان المؤمنين مقصودهم محض الفتح لاعزاز الدين، والكافرين لا قصد لهم الا حظهم ونصيبهم من الدنيا { قالوا ألم نستحوذ } الم نستول { عليكم } ونتمكن منكم فتركنا القتال معكم فوافقونا ولا تعادونا، والاستحواذ من الكلمات التى جاءت على الاصل ولم يعل { ونمنعكم } الم نمنعكم { من المؤمنين } يتراءى ان يقال ولم نمنع المؤمنين منكم ولكن يقال منعته من الاسد اذا حفظه من افتراسه كأن المانع يمنعه من التعرض للاسد { فالله يحكم بينكم يوم القيامة } دعاء عليهم او اخبار ولا يخلوا عن تهديد المقصود بينكم وبينهم بتقدير بينهم او بكون الخطاب للمؤمنين والكافرين جميعا { ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا } تسلطا دعاء او اخبار والمراد انه لا سبيل لهم فى الآخرة او بالحجة او فى الدنيا بالغلبة من حيث انهم مؤمنون فان قتل الكافرين للمؤمنين واسرهم ونهب اموالهم انما هى بالنسبة الى ابدانهم التى هى بمنزلة السجن لهم لا بالنسبة الى لطيفة ايمانهم وهذا رد لتربصهم نصيب الكافرين.
[4.142]
{ إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم } جواب لما يتراءى ان يسأل عنه من حال المنافقين مع الله وفى عبادة الله ولذلك لم يأت بالوصل، بمخادعتهم لله خدعته باعتبار مظاهره واتمها محمد (ص) وعلى (ع) او يخادعون الله باعتبار ما يذكرون بالسنتهم ان لنا مبدء وامرا ونهيا منه والا فلا معرفة لهم بالله حتى يخادعوه، ونسبة الخدعة الى الله على سبيل المشاكلة، او لانه باستدراجه لهم يفعل فعل المخادع، واتيان الفعل من باب المفاعلة للاشارة الى انهم كأنهم يغالبون الله فى المخادعة وهو يغلبهم فيها { و } طريق عبادتهم انهم { إذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يرآءون الناس } بيان لمخادعتهم الله يعنى ليس فى وجودهم داع وشوق للعبادة كأنهم مكرهون وقيامهم الى الصلوة ليس لعبادة الله بل لمحض الخدعة مع الله واراءة الناس { و } لذلك { لا يذكرون الله إلا قليلا } اى ذكرا قليلا او جمعا قليلا منهم، عن امير المؤمنين (ع) من ذكر الله فى السر فقد ذكر الله كثيرا ان المنافقين كانوا يذكرون الله علانية فلا يذكرونه فى السر فقال الله عز وجل: يراؤن الناس ولا يذكرون الله الا قليلا.
[4.143]
{ مذبذبين بين ذلك } الامر من الايمان والكفر، من الذبذبة بمعنى جعل الشيء مضطربا واصله الذب وقرئ على صيغة الفاعل بمعنى مذبذبين قلوبهم { لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء } كالنسوان والاطفال لا يستقيم رأيهم على امر واحد لضعف عقلهم وتسلط وهمهم فانهم اضلهم الله { ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا } حتى يستقيم عليه ولما ذكر حال البالغين فى الكفر والنفاق من هذه الامة وذكر حال النازلين عنهم وهم المنافقون التابعون للكافرين نادى المؤمنين على سبيل التلطف بهم ونهاهم عن طريق المنافقين وهددهم بذكر حال المنافقين فقال تعالى { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الكافرين أوليآء }.
[4.144]
{ يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الكافرين أوليآء } كالمنافقين { من دون المؤمنين أتريدون أن تجعلوا لله عليكم سلطانا مبينا } فان اتخاذ البالغين فى الكفر والنفاق وهم اعداء آل محمد (ص) اولياء مع تصريح الله وتصريح نبيه (ص) بمن هو وليكم وعداوة هؤلاء لمن صرحا بولايته يوجب حجة ظاهره لله عليكم.
[4.145]
Bog aan la aqoon