235

Tafsir Bayan Sacada

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

Noocyada

{ أولئك } المتمكن منهم الشيطان { مأواهم جهنم ولا يجدون عنها محيصا } مهربا وذلك لانهم تمكنوا فى طريق العالم السفلى ودار الشياطين بحيث لا يمكن لهم الرجوع عنه.

[4.122]

{ والذين آمنوا } بالبيعة العامة فليكن قوله تعالى { وعملوا الصالحات } اشارة الى الايمان الخاص الولوى لان العمل ما لم يكن عن ايمان قلبى وميثاق علوى لا يصير صالحا، او المراد الذين آمنوا بالبيعة الخاصة الولوية وعملوا الصالحات بكسب الخيرات فيه حتى يتمكن فى الايمان، فان الايمان ما لم يتمكن الانسان فيه كان مستودعا محتملا للزوال { سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار } لان طريقهم طريق القلب وطريق الولاية الموصلة الى العالم العلوى وفيه الجنات { خالدين فيهآ أبدا وعد الله } وعد الله وعدا { حقا ومن أصدق من الله قيلا } فلا خلف لوعده، اكده بتأكيدات عديدة ثم صرف الكلام عن بيان حال المؤمنين الى الخطاب مع المنافقين التابعين للشيطان فقال تعالى { ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب }.

[4.123]

{ ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب } يعنى انتم واهل الكتاب بانتسابكم وانتحالكم النسبة الى نبى وكتاب تتمنون ان يغفر الله لكم ذنوبكم كائنة ما كانت، وان يعامل الله معكم معاملة الوالد مع اعز اولاده، وليس الامر منوطا بامانيكم ولا امانى اهل الكتاب بل { من يعمل سوءا يجز به } يعنى لستم ممن يغفر او يمحى اويبدل سيئاتكم لان هذه لمن كان له نبى وامام يعنى نصير وولى، وانتم انحرفتم عن النبوة والولاية ولا ينفعكم انتحال احكام النبوة فمن يعمل منكم سوء يجز به { ولا يجد له } لنفسه { من دون الله } من دون مظاهره { وليا } يلى اموره من امام منصوب من الله صاحب ولاية { ولا نصيرا } من نبى بحق ينصره عما يضره، روى ان اسمعيل (ع) قال للصادق (ع): يا ابتاه ما تقول فى المذنب منا ومن غيرنا؟ - فقال: { ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به } وهو يشير الى تعميم الحكم ولا ينافى تخصيص الخطاب بالمنافقين المنتحلين.

[4.124]

{ ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن } لان شرط قبول العمل هو الايمان الخاص والبيعة على يد على (ع) يعنى ان العمل الصالح يصير صالحا اذا كان ناشئا من الايمان وراجعا اليه والا لم يكن صالحا وان كان صورته صورة العمل الصالح، لان الصلاح اصله هو الولاية لعلى (ع) فكل ما صدر عن الوجهة الولوية فهو صالح كائنا ما كان، وكل ما لم يصدر عن الوجهة الولوية فهو فاسد { فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا } شيئا قليلا والنقير النقطة فى وسط النواة، ووجه الاختلاف بين القرينتين بالاجمال فى الشرط والاتيان بالجزاء مضارعا مجردا عن الفاء فى الاولى، والتفصيل فى الشرط والاتيان بالجزاء جملة اسمية مصدرة بالفاء فى الثانى ما هو من عادة صاحبى الحياء والكرم من الاجمال والاغماض فى جانب الوعيد والتفصيل والتأكيد فى جانب الوعد.

[4.125]

{ ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن } استفهام انكارى فيه معنى التعجب عطف على من يعمل من الصالحات باعتبار لازمه الذى هو معنى لا احد احسن دينا منه، واشارة الى علة الحكم والى وصف آخر لهم مشعر بالمدح، فان المراد بمن اسلم وجهه لله هو المؤمن، والمراد بالمحسن من يعمل من الصالحات، فان الايمان هو انقياد وجهك الباطنى واخلاصه لمن بايعت على يده، ولما كان من بايعت على يده بيعة حقة واسطة بينك وبين الله كان اخلاص الوجه له اخلاصا لله وهو على (ع) او خلفاؤه، والاحسان هو ان يكون العمل صادرا عن امر هو اصل فى الحسن، وهو على (ع) وخلفاؤه (ع) كما سبق فى بيان العمل الصالح كأنه قال: ولا احد احسن دينا منهم لان حسن الدين اما بالعمل وهو ان يكون صادرا عن امر الحسن الحقيقى، واما بالاعتقاد والعمل الجنانى وهو ان يكون عارفا لامام زمانه مسلما وجهه له بالبيعة على يده وهو الحسن الحقيقى، وهؤلاء متصفون بوصف العمل الصادر عن امر الحسن الحقيقى والانقياد اعتقادا للحسن الحقيقى، وفى النبوى المشهور اشارة الى ما ذكرنا من تفسير المحسن فانه (ص) قال:

" الاحسان ان تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك "

Bog aan la aqoon