232

Tafsir Bayan Sacada

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

Noocyada

؟! وعاتبه فاغتم قتادة لذلك فأنزل الله فى ذلك: { إنآ أنزلنا إليك الكتاب } (الى آخر الآيات) فنقول: لو سلم ان نزولها كان كذا مع انه شبيه بموضوعات العامة فالتعريض بالامة كأنه قال: يا امة محمد (ص) لاتغفلوا عما قال لكم محمد (ص) وأعلمكم الله به من ولاية على (ع) وسائر الاحكام فاذا حكمتم بحكم فليكن مطابقا لحكم الله ولتميزوا بين الخائن وغيره ولا تكونوا للخائنين خصيما مع الصالحين يعنى اذا توفى محمد (ص) ووقع النزاع بينكم فاحكموا بما اعلمكم الله وبينه لكم رسوله.

[4.107]

{ ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم } باقتراف المعاصى ولو فسر انفسهم بعلى (ع) والائمة (ع) لم يكن بعيدا لما سبق من ان الولاية المطلقة حقيقة كل ذى حقيقة ونفسية كل ذى نفس { إن الله لا يحب من كان خوانا أثيما } هما للمبالغة والجملة فى موضع التعليل، ونفى المحبة فى مثل المقام يفيد البغض اى ان الله يبغض من كان خوانا اثيما.

[4.108]

{ يستخفون } خبر بعد خبر او صفة بعد صفة او استيناف جواب لسؤال مقدر او حال، وجمعية الضمير باعتبار معنى من يعنى يستترون { من الناس } للحياء او للخوف منهم حين تبييتهم ما لا يرضى الله من القول { ولا يستخفون من الله } بيان لخيانتهم وكفى به خيانة مع الله ومع انفسهم وقواهم ومع الرسول (ص) { وهو معهم إذ يبيتون } يدبرون { ما لا يرضى من القول } والقول هنا اعم من الفعل لان فعل الاعضاء اقوالها كما ان قول اللسان فعله وهو عبارة عن تدبيرهم لمنع على (ع) عن حقه او عند تدبيرهم لنسبة السرقة الى غير السارق على ما ذكر من التنزيل { وكان الله بما يعملون محيطا } فلا يشذ عنه خفيات اعمالهم واقوالهم تهديد لهم.

[4.109]

{ ها أنتم هؤلاء جادلتم } ها حرف تنبيه تنبيه على حمقهم، وانتم مبتدأ، وهؤلاء اسم اشارة خبره او بدله او منادى، وجادلتم خبر بعد خبر او مستأنف او حال على الاول وخبر على الاخيرين، او هؤلاء موصول خبر انتم وجادلتم { عنهم في الحياة الدنيا } صلته، وخطاب الجمع للمحامين عن السارقين مثل اسيد بن عروة بناء على نزول الآية فى بنى ابيرق ومحاماة اسيد بن عروة عنهم { فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة } يعنى ان المجادلة هذه تكون عند النبى (ص) ويوم القيامة تكون عند الله { أم من يكون عليهم وكيلا } الوكيل من كان مراقبا لامور الموكل وحافظا لها، وتعديته بعلى لتضمين معنى المراقبة وهذا غاية تهديد للمجادلين والمجادلين عنهم جميعا.

[4.110]

{ ومن يعمل سوءا } بارتكاب ما لا يرضاه العقل والشرع { أو يظلم نفسه } بترك ارتكاب ما يرضاه العقل والشرع فان المراد بعامل السوء من يرتكب القبائح التى يبعده عن حضرة العقل والرب، وبظالم النفس من يقف عما يقر به الى حضرة العقل، وقد فسر فى الخبر الظالم لنفسه بمن يحوم حول نفسه من دون الحركة الى حول القلب { ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما } وعد للخائن والمجادل عنه بقبول توبته ان تاب، والمغفرة ستر الذنوب وترك العقاب عليها. والرحمة التفضل عليه زائدا على ترك العقاب.

[4.111]

Bog aan la aqoon