Tafsir Bayan Sacada
تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة
Noocyada
، ووضع ابو سفيان خالد بن وليد فى مأتى فارس كمينا؛ وقال: اذا رأيتمونا قد اختلطنا فاخرجوا عليهم من هذا الشعب حتى تكونوا وراءهم (الى آخر ما روى).
[3.122-123]
{ إذ همت } بدل من اذ غدوت او ظرف لسميع وعليم { طآئفتان منكم } هما بنو سلمة من الخزرج وبنو حارثة من الاوس وكانا جناحى العسكر وقيل: كانتا طائفة من الانصار وطائفة من المهاجرين وكان سبب همهم بالفشل ان عبد الله بن ابى بن سلول دعاهما الى الرجوع الى المدينة عن لقاء المشركين يوم احد فهمتا به ولم تفعلاه { أن تفشلا } تضعفا وتجبنا { والله وليهما } فلا يدعهما ان تفشلا وتفرا وهو جملة حالية، او المعنى والله وليهما فلا ينبغى لهما ان تفشلا { وعلى الله } لا على غيره كعبد الله بن ابى { فليتوكل المؤمنون ولقد نصركم الله } عطف على قوله { والله وليهما } او حال والمقصود الاشارة الى تعليل الامر بالتوكل وتعليل ولايته { ببدر } موضع بين المدينة ومكة كان لرجل يسمى بدرا فسمى به { وأنتم أذلة } فى انظار النظار من حيث العدة والعدة اذ كنتم قليلين ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا وكنتم رث الهيئة من حيث اللباس ولم يكن فيكم سلاح ولا مراكب الا قليلا { فاتقوا الله } فى الاعتماد على الغير والاستمداد من الغير { لعلكم تشكرون } تتصفون بمقام الشكر او تشكرون نعمة نصرته لكم او تنعمون بنعمة اخرى من النصر وغيره فتشكرون على ان يكون تشكرون قائما مقام تنعمون من قبيل اقامة المسبب او السبب مقام السبب او المسبب.
[3.124-125]
{ إذ تقول } ظرف لنصركم او بدل من قوله { اذ همت } او بدل ثان من قوله { اذ غدوت } يعنى ان الله كان سميعا اذ تقول { للمؤمنين ألن يكفيكم } فى مقام الاستدلال على صدق النبى (ص) ووعده، او فى مقام المحاجة على الاعداء، او فى مقام المقاتلة مع الاعداء، والاتيان بلن الدالة على تأبيد النفى للاشارة الى انهم ظنوا بحسب غفلتهم وعدم تفكرهم وضعف انتقالهم او بحسب قلة عددهم وعددهم انه لن يكفيهم ابدا { أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين بلى } محكى لقول النبى (ص) او ابتداء كلام من الله خطابا لمحمد (ص) وامته كأنه قال الله تعالى بلى يكفيكم فهى ايجاب للكفاية وليس قوله تعالى { إن تصبروا وتتقوا } بيانا لما افادته بلى بل هو وعد لهم بالزيادة على هذا العدد فى الامداد بشرط الثبات والتقوى عن الفشل والفرار فان تصبروا { ويأتوكم من فورهم هذا } الفور مصدر فار اذا غلى استعير للسرعة ثم استعمل فى الزمان الحاضر الذى لا تراخى فيه اصلا، او من فوران الغضب يعنى ان يأتوكم من اجل شدة غضبهم { يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين } معلمين بعلامات يمتازون بها عن غيرهم وقرئ بكسر الواو من سوم على القوم اغار عليهم ويستفاد من بعض الاخبار انه كما كان النصر ببدر كان هذا الوعد ايضا ببدر وان الملائكة النازلة كانت اولا ثلاثة آلاف ثم لحق بهم الفان، وفى بعض الاخبار اشارة الى ان هذا الوعد كان فى غزوة احد.
[3.126]
{ وما جعله الله } اى امدادكم بالملائكة { إلا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم } عن الاضطراب { به } يعنى ما كان المقصود من الامداد بالملائكة الا البشارة لكم لتسروا قبل الظفر ولتطمئن قلوبكم قبل ان تقر عيونكم بالغلبة والقتل لان الانظار البشرية على الاسباب الحسية { وما النصر إلا من عند الله } من غير توسط اسباب وآلات ومن دون الحاجة الى امداد واستعداد { العزيز } الذى لا يمنع من مراده { الحكيم } الذى لا ينصر ولا يخذل الا لحكم ومصالح عائدة اليكم.
[3.127]
{ ليقطع } متعلق بقوله { لقد نصركم الله } او بقوله { يمددكم } او بالنصر فى قوله { وما النصر الا من عند الله } او متعلق بمحذوف اى جعل هذا النصر لكم ليقطع { طرفا من الذين كفروا } بالقتل والاسر كما وقع فى بدر { أو يكبتهم } كبته صرعه واخزاه وصرفه وكسره ورده بغيظه واذله والكل مناسب ولفظة او للتنويع { فينقلبوا } يرجعوا { خآئبين } غير نائلين من آمالهم شيئا.
[3.128]
Bog aan la aqoon