Tafsir Bayan Sacada
تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة
Noocyada
[التغابن:16] لان حق التقوى من كل احد ما استطاعه لان الله لا يكلف نفسا الا وسعها، وعن الصادق (ع) انه سئل عن هذه الآية فقال: يطاع فلا يعصى، ويذكر فلا ينسى، ويشكر فلا يكفر، ولعلك تفطنت بصحة تعميم الطاعة والذكر والشكر والعصيان والنسيان والكفر بحسب مراتب المؤمنين { ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون } يعنى اديموا الاسلام الى حال الموت فالنهى وارد على القيد لا المقيد ولا المجموع وقرء فى قراءة اهل البيت (مسلمون) بالتشديد يعنى لا تموتن الا وانتم مسلمون لرسول الله (ص) ثم للامام من بعده، ونسب الى الكاظم (ع) انه قال لبعض اصحابه: كيف تقرأ هذه الآية: { يأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم } ماذا؟ - قال: { مسلمون } يعنى بتخفيف اللام فقال: سبحان الله يوقع عليهم الايمان فيسميهم مؤمنين ثم يسألهم الاسلام؛ والايمان فوق الاسلام؟! قال: هكذا يقرأ فى قراءة زيد قال: انما فى قراءة على (ع) وهو التنزيل الذى نزل به جبرئيل على محمد (ص) الا وانتم (مسلمون) لرسول الله (ص) ثم الامام من بعده.
[3.103]
تحقيق حبل الله وحبل الناس
{ واعتصموا بحبل الله } يطلق حبل الله على القرآن لانه كالحبل المحسوس الممدود من الله الى الخلق طرفه الذى هو مقام المشيئة وعلوية على (ع) بيد الله، وطرفه الآخر بيد الناس وهو نقشه وكتابته ولفظه وعبارته ويطلق على الكامل من النبى (ص) او الولى (ع) فانه ايضا حبل ممدود من الله الى الخلق طرفه المشيئة كالقرآن وطرفه الآخر بشريته، ويطلق على الولاية التكوينية والولاية التكليفية فانها ايضا حبل ممدود طرفه المشيئة لان الكل متحدة فى المقامات العالية، والتفرقة انما هى فى عالم الفرق وطرفه الآخر بشرية الكامل وصدر قابل الولاية وبشريته، وهكذا الحال فى النبوة والرسالة والشريعة المقررة منهما وقوله تعالى بعيد هذا: { ضربت عليهم الذلة أين ما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس } اشارة الى الولايتين او الى القرآن والولاية التكليفية كما فى الخبر ان الحبل من الله القرآن والحبل من الناس على بن ابي طالب (ع)، ونسب الى النبى (ص) انه قال فى مقام وصف الكتاب والعترة:
" حبلين ممدودين طرف منهما بيد الله وطرف بايديكم وانهما لن يفترقا "
؛ لكن بعد ما سبق فى اول سورة البقرة من تحقيق معنى الكتاب وتعميمه يعلم ان الولاية التكوينية كتاب من الله كما ان الولاية التكليفية ايضا كتاب من الله والمراد به هاهنا محمد (ص) بنبوته او رسالته او ولايته، او المراد شريعته ودينه الذى هو الاسلام، او المراد على (ع) بولايته؛ فان المقصود من تلك الآيات التعريض بالامة فى اتباع الولاية، وعلى تعميم الامر بالاعتصام يراد جميع معانى الحبل بالنسبة الى مراتب الخلق فكأنه قال: اعتصموا ايها المسلمون بمحمد (ص) وشريعته وكتابه واعتصموا ايها المؤمنون بعلى (ع) وولايته { جميعا } اى مجتمعين على الاعتصام { ولا تفرقوا } فى الاعتصام بان تمسك بعضكم بحبل الله وبعضكم بحبل الشيطان من الاديان المنسوخة والباطلة ومن ولاية المنافقين، نسب الى الباقر (ع) انه قال فى بيان ان الآية تعريض بالامة واختلافهم فى الولاية بعد نبيهم (ص) ان الله تبارك وتعالى علم انهم سيفترقون بعد نبيهم ويختلفون فنهاهم عن التفرق كما نهى من كان قبلهم فامرهم ان يجتمعوا على ولاية آل محمد (ص) ولا يتفرقوا { واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعدآء فألف بين قلوبكم } بالاسلام { فأصبحتم بنعمته إخوانا } فى الدين متحابين متفقين، لما كان العداوة بين الناس بلاء عظيما لهم والالفة نعمة عظيمة فى الدنيا ومورثا للنعمة فى الآخرة ذكر من بين النعم التى انعم الله تعالى بها عليهم دفع هذا البلاء واعطاء هذه النعمة، قيل: كان الاوس والخزرج اخوين لابوين فوقع بين اولادهم العداوة وتطاولت الحروب مائة وعشرين سنة حتى أطفأها الله بالاسلام والف بينهم، وقيل: افتخر رجلان من الاوس والخزرج فقال الاوسى: منا خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين، ومنا حنظلة غسيل الملائكة، ومنا عاصم بن ثابت حمى الدين، ومنا سعد بن معاذ الذى اهتز عرش الرحمن له ورضى الله بحكمه فى بنى قريظة، وقال الخزرجى: منا اربعة احكموا القرآن؛ ابى بن كعب ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت وابو زيد، ومنا سعد بن عبادة خطيب الانصار ورئيسهم؛ فجرى الحديث بينهما فغضبا وتفاخرا وناديا فجاء الاوس الى الاوسى والخزرج الى الخزرجى ومعهم السلاح فبلغ ذلك النبى (ص) فركب حمارا وأتاهم فانزل الله الآيات فقرأ عليهم فاصطلحوا { وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها } ذكر نعمة اخرى اخروية هى دفع بلاء الوقوع فى النار والنجاة منها وبيان لما يورثه العداوة والالفة { كذلك } التبيين لآياته المودعة فى البيت والمقام واحكامه المقررة فى باب حج البيت وآياته المذكورة فى مواعظكم { يبين الله لكم آياته } الاخر التكليفية والوعظية والتكوينية { لعلكم تهتدون } الى مصالحكم ومضاركم او الى ولاية ولى امركم فانها غاية كل هداية وتلويح كل آية كما ان قوله تعالى { ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير }.
[3.104]
{ ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير } تعريض بالامر بطلب الولاية وبالاجابة لولى الامر فان المقصود ان كون امة منكم داعية الى الخير امر حتم فاطلبوهم واجيبوا دعوتهم، وقرء فى قراءة اهل البيت ائمة، وعن الباقر (ع) فى هذه الآية قال: فهذه لآل محمد (ص) ومن تابعهم يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر { ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون } الكاملون فى الفلاح فان كمال الفلاح بالبقاء بعد الفناء فى الله وهو مقام الدعوة الى الخير والامر بالمعروف والنهى عن المنكر، وعن الصادق (ع): الامر بالمعروف والنهى عن المنكر خلقان من خلق الله تعالى فمن نصرهما أعزه الله ومن خذلهما خذله الله، وعن النبى (ص) انه قال:
" لا يزال الناس بخير ما أمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر وتعاونوا على البر فاذا لم يفعلوا ذلك نزعت منهم البركات وسلط بعضهم على بعض ولم يكن لهم ناصر فى الارض ولا فى السماء "
، ونسب الى الباقر (ع) انه قال: يكون فى آخر الزمان قوم يتبع فيهم قوم مراؤن يتقرؤن ويتنسكون حدثاء سفهاء لا يوجبون امرا بمعروف ولا نهيا عن منكر الا اذا امنوا الضرر يطلبون لأنفسهم الرخص والمعاذير يتبعون زلات العلماء وفساد علمهم يقبلون على الصلاة والصيام وما لا يكلهم فى نفس ولا مال، ولو اضرت الصلاة بسائر ما يعملون بأموالهم وأبدانهم لرفضوها كما رفضوا اسمى الفرائض واشرفها؛ ان الامر بالمعروف والنهى عن المنكر فريضة عظيمة بها تقام الفرائض هنالك يتم غضب الله عليهم فيعمهم بعقابه فيهلك الابرار فى دار الفجار والصغار فى دار الكبار، ان الامر بالمعروف والنهى عن المنكر سبيل الانبياء ومنهاج الصالحين، فريضة عظيمة بها تقام الفرائض وتؤمن المذاهب وتحل المكاسب وترد المظالم وتعمر الارض وينتصف من الاعداء ويستقيم الامر فأنكروا بقلوبكم والفظوا بالسنتكم وصكوا بها جباههم ولا تخافوا فى الله لومة لائم فان اتعظوا والى الحق رجعوا فلا سبيل عليهم
Bog aan la aqoon