137

Tafsir Bayan Sacada

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

Noocyada

آمن الرسول بمآ أنزل إليه

[البقرة: 285] فأجاب مجيبا عنه وعن امته فقال:

والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله

[البقرة: 285]، فقال جل ذكره لهم الجنة والمغفرة على ان فعلوا ذلك، فقال النبى (ص) اما اذا فعلت ذلك بنا فغفرانك ربنا واليك المصير يعنى المرجع فى الآخرة، قال فأجابه الله عز وجل وقد فعلت ذلك بك وبامتك، ثم قال عز وجل اما اذا قبلت الآية بتشديدها وعظم ما فيها وقد عرضتها على الامم فأبوا ان يقبلوها وقبلتها امتك فحق على ان ارفعها عن امتك، وقال: { لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت } من خير { وعليها ما اكتسبت } من شر فقال النبى (ص) لما سمع ذلك اما اذا فعلت ذلك بى وبأمتى فزدنى، قال: سل، قال: { ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او أخطأنا }. قال الله تعالى: لست اؤاخذ امتك بالنسيان والخطاء لكرامة منك على، وكانت الامم السالفة اذا نسوا ما ذكروا به فتحت عليهم ابواب العذاب وقد رفعت ذلك عن امتك، وكانت الامم السالفة اذا أخطأوا اخذوا بالخطاء وعوقبوا عليه؛ وقد رفعت ذلك عن امتك لكرامتك على فقال النبى (ص): اللهم اذا اعطيتنى ذلك فزدنى فقال الله تعالى له سل، قال: { ربنا ولا تحمل علينآ إصرا كما حملته على الذين من قبلنا } يعنى بالاصر الشدائد التى كانت على من كان قبلنا فأجابه الله تعالى الى ذلك فقال تبارك اسمه: قد رفعت عن امتك الآصار التى كانت على الامم السالفة كنت لا اقبل صلاتهم الا فى بقاع من الارض معلومة اخترتها لهم وان بعدت وقد جعلت الارض كلها لامتك مسجدا وطهورا؛ فهذه من الآصار التى كانت على الامم قبلك فرفعتها عن امتك، وكانت الامم السالفة اذا اصابهم اذى من نجاسة قرضوها من اجسادهم وقد جعلت الماء طهورا لامتك؛ فهذه من الآصار التى كانت عليهم فرفعتها عن امتك، وكانت الامم السالفة تحمل قرابينها على أعناقها الى بيت المقدس فمن قبلت ذلك منه ارسلت اليه نارا فأكلته فرجع مسرورا، ومن لم اقبل ذلك منه رجع مثبورا وقد جعلت قربان امتك فى بطون فقرائها ومساكينها فمن قبلت ذلك منه اضعفت ذلك له اضعافا مضاعفة، ومن لم اقبل ذلك منه رفعت عنه عقوبات الدنيا وقد رفعت ذلك عن امتك؛ وهى من الآصار التى كانت على الامم قبلك، وكانت الامم السالفة صلاتها مفروضة عليها فى ظلم الليل وأنصاف النهار وهى من الشدائد التى كانت عليهم فرفعتها عن امتك، وفرضت عليهم صلاتهم فى أطراف الليل والنهار وفى اوقات نشاطهم (الى ان قال) وكانت الامم السالفة حسنتهم بحسنة وسيئتهم بسيئة وهى من الآصار التى كانت عليهم فرفعتها عن امتك وجعلت الحسنة بعشر والسيئة بواحدة، وكانت الامم السالفة اذا نوى احدهم حسنة ثم لم يعملها لم تكتب له وان عملها كتبت له حسنة وان امتك اذا هم احدهم بحسنة ولم يعملها كتبت له حسنة وان عملها كتبت له عشر (الى ان قال) وكانت الامم السالفة اذا هم احدهم بسيئة ثم لم يعملها لم تكتب عليه وان عملها كتبت عليه سيئة، وان امتك اذا هم احدهم بسيئة ثم لم يعملها كتبت له حسنة (الى ان قال) وكانت الامم السالفة اذا اذنبوا كتبت ذنوبهم على ابوابهم وجعلت توبتهم من الذنوب ان حرمت عليهم بعد التوبة احب الطعام اليهم وقد رفعت ذلك عن امتك وجعلت ذنوبهم فيما بينى وبينهم وجعلت عليهم ستورا كثيفة وقبلت توبتهم بلا عقوبة، ولا اعاقبهم بان احرم عليهم احب الطعام اليهم، وكانت الامم السالفة يتوب احدهم من الذنب الواحد مائة سنة او ثمانين سنة او خمسين سنة ثم لا اقبل توبته دون ان اعاقبه فى الدنيا بعقوبة (الى ان قال) وان الرجل من امتك ليذنب عشرين سنة او ثلاثين سنة او اربعين او مائة سنة ثم يتوب ويندم طرفة عين فأغفر ذلك كله، فقال النبى (ص): اللهم اذا اعطيتنى ذلك كله فزدنى، قال: سل، قال: { ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به } قال تبارك اسمه: قد فعلت ذلك بك وبامتك وقد رفعت عنهم عظيم بلايا الامم وذلك حكمى فى جميع الامم ان لا اكلف خلقا فوق طاقتهم، قال: { واعف عنا واغفر لنا وارحمنآ أنت مولانا } ، قال الله عز وجل: قد فعلت ذلك بتائبى امتك، قال: { فانصرنا على القوم الكافرين } قال الله جل اسمه ان امتك فى الارض كالشامة البيضاء فى الثور الاسود، هم القادرون وهم القاهرون ويستخدمون ولا يستخدمون لكرامتك على وحق على ان اظهر دينك على الاديان حتى لا يبقى فى شرق الارض وغربها دين الا دينك او يؤدون الى اهل دينك الجزية.

والاخبار فى فضل هذه الآية والتى قبلها وانهما من كنوز العرش كثيرة، وروى انزل الله آيتين من كنوز الجنة كتبهما الرحمن بيده قبل ان يخلق الخلق بألفى سنة من قرأهما بعد عشاء الآخرة اجزئتاه عن قيام الليل، وفى رواية: من قرء الآيتين من آخر سورة البقرة كفتاه.

[3 - سورة آل عمران]

[3.1-2]

{ الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم } قد مضى اوله فى اول سورة البقرة مفصلا وما بعده فى آية الكرسى.

[3.3]

نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه } من الكتب والشرائع { وأنزل التوراة } هو اسم لكتاب موسى (ع) اعجمى ودخول اللام عليه لتعريبه، او هو عربى من روى الزند اذا ظهرت ناره، او من واراه اذا ستره؛ واصله وورية مثل دحرجة مصدر الفعل الملحق بدحرج فأبدلت الواو تاء والياء الفا { والإنجيل } بكسر الهمزة وفتحها وهو ايضا عجمى ودخول اللام لتعريبه او عربى مأخوذ من النجل بمعنى الولد او الوالد او الرمى بالشيء، او العمل، او الجمع الكثير، او السير الشديد، او المحجة او محو الصبى لوحه او من النجل بالتحريك بمعنى سعة العين.

Bog aan la aqoon