316

Tafsir Al-Uthaymeen: Az-Zumar

تفسير العثيمين: الزمر

Daabacaha

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٣٦ هـ

Goobta Daabacaadda

المملكة العربية السعودية

Noocyada

الآية (٤٤)
* قَالَ اللهُ ﷿: ﴿قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ [الزمر: ٤٤].
قوله تعالى: ﴿قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا﴾: ﴿قُلْ﴾ الخِطاب للرسول ﷺ، أو لكل مَن يَتأتَّى خِطابه ويَصِحُّ، وهذا الأخيرُ أعَمُّ من الأوَّل؛ لأنه يَشمَل النبيَّ ﷺ وغيره؛ فقوله تعالى: ﴿قُلْ﴾ أيها المُخاطَبُ - الأهل للخِطاب -: ﴿لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا﴾، ﴿لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ﴾ جُملة خبَرية تُفيد الحَصْر، وطريقه أن الخبَر تَقدَّم وحقُّه التأخيرُ، وكل تَقديمٍ لما حَقُّه التأخير يُفيد الحَصْر، والمَعنَى: لله الشَّفاعة لا لغيرِه فهو الذي يَملِكها، واللَّام في قوله تعالى: ﴿لِلَّهِ﴾ للمِلْك يَعنِي: هو الذي يَملِك الشفاعة، أي: يَملِك أن يَأذَن فيها.
وقد بيَّنَ الله ﷾ أن للشَّفاعة ثلاثةَ شُروط:
الشَّرْط الأوَّل: إِذْنه؛ لقول الله ﵎: ﴿مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ﴾ [البقرة: ٢٥٥].
الشَّرْط الثاني: رِضاه عن الشافِع؛ لقول الله ﵎: ﴿يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا﴾ [النبأ: ٣٨].
الشَّرْط الثالِث: رِضاه عن المَشفوع له؛ لقوله ﵎: ﴿وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى﴾ [النجم: ٢٦]،

1 / 320