Tafsir Al-Uthaymeen: Az-Zumar

Muhammad ibn Salih al-Uthaymin d. 1421 AH
3

Tafsir Al-Uthaymeen: Az-Zumar

تفسير العثيمين: الزمر

Daabacaha

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٣٦ هـ

Goobta Daabacaadda

المملكة العربية السعودية

Noocyada

سورة الزمر الحمدُ للهِ ربِّ العَالَمِينَ، وصلَّى اللهُ وسلَّمَ عَلَى نبيِّنَا مُحمَّدٍ، وعَلَى آلِهِ وأصحَابِهِ ومَنْ تَبِعَهُم بإحسَانٍ إِلَى يَومِ الدِّينِ. وبَعد: هذه السُّورة تُسمَّى: سورة الزُّمَر؛ لقول الله ﵎ فيها: ﴿وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا﴾ [الزمر: ٧٣]. وقوله: ﴿وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا﴾ [الزمر: ٧١]. وتَسْمِيَة السُّور تكون لِأَدْنى ملابَسَة وأدنى مُناسَبَة؛ ولهذا سُمِّيَت: سورة البقرة دون أن تُسمَّى: سورة الدَّيْنِ مثلًا، أو سورة العِدَدِ، مع أنَّ ذِكر الدَّيْن وما يتعلَّق به قد يكون كآيات البَقَرَة. قال المفسر (١) ﵀: [مَكِّيَّة] يعني: أنَّها من السُّور المَكِّيَّة، وأصحُّ ما يُقال في السُّور المَكِّيَّة: أنَّها ما نزل قبل الِهجْرَة؛ فما نزل قبل الِهجْرة فهو مَكِّيٌّ، وما نزل بعدها فهو مَدَنِيٌّ، حتى لو نزل في مكَّة وهو بعد الهجرة فإنه يُسمَّى: مَدَنِيًّا؛ ولهذا نقول: إنَّ قوله ﷾: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي﴾ [المائدة: ٣] نقول: إنَّها مدنِيَّة، مع أنَّها نزلت في عَرَفَةَ. قال المُفَسِّر ﵀: [إلَّا ﴿قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ﴾ إلخ] هذا الاستثناءُ يحتاج إلى دليلٍ.

(١) المقصود بـ (المفسر) هنا: محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم جلال الدين المحلي، المتوفى سنة (٨٦٤ هـ) ﵀، ترجمته في: الضوء اللامع (٧/ ٣٩)، حسن المحاضرة (١/ ٤٤٣).

1 / 7