174

Tafsir Al-Uthaymeen: Az-Zumar

تفسير العثيمين: الزمر

Daabacaha

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٣٦ هـ

Goobta Daabacaadda

المملكة العربية السعودية

Noocyada

جَهنَّمَ؛ لأن الإنسان يُقال له: ويلٌ لك من كذا في غير النار؛ قال تعالى: ﴿فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ﴾ [البقرة: ٧٩]، فهي كلِمة عَذاب ووعيد. وقوله تعالى: ﴿لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ﴾ القاسِية اسمُ فاعِل، و﴿قُلُوبُهُمْ﴾ فاعِلٌ به، والقاسِي ضِدُّ اللَّيِّن، واللَّيِّن قَلْب المُؤمِن، والقاسِي قَلْب الكافِر. وقوله تعالى: ﴿مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ﴾ أي: عن قَبول القُرآن، فأَفادَنا المُفسِّر ﵀: أن ﴿مِنْ﴾ بمَعنَى (عَنْ)، وأن المُراد بـ ﴿ذِكْرِ اللَّهِ﴾: القُرآن، والمَعنَى: فوَيْلٌ للذين تَقسُو قلوبُهم عن القرآن، لكن الأَوْلى إبقاء الآية على ظاهِرها. ويُحتَمَل أن يَكون قوله تعالى: ﴿مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ﴾ أي: بسبَب ذِكْر الله تعالى: فتَكون (مِن) للسَّببية أي: تَقسو قلوبُهم بسبَب ذِكْر الله تعالى، ويُحتَمَل أن المُراد بذِكْر الله تعالى ما هو أعمُّ من القرآن، ويَكون المَعنَى: أن هؤلاءِ كلَّما ذُكِر الله تعالى قسَتْ قُلوبهم. ووجهُ ذلك: أنهم لا يُريدون ذِكْر الله تعالى، فإذا كرِهوا ذِكْر الله تعالى قَسا القَلْب عُقوبةً لهم، ويَدُلُّ لهذا قوله تعالى: ﴿وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (١٢٤) وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ﴾ [التوبة: ١٢٤، ١٢٥]. فتَجِد هَؤلاءِ القومَ أَعنِي: المُؤمِنين تَزيدهم السُّورة إيمانًا، والذين في قُلوبهم مرَض تَزيدهم رِجْسًا إلى رِجْسهم. إِذَنْ نَقول: القاسِية قُلوبهم من ذِكْر الله تعالى يَعنِي الذين إذا ذُكِر الله تعالى قسَتْ قُلوبهم، فلا يَقبَلونه، وإذا لم يَقبَلوه ازدادت قُلوبُهم قَسوةً وقوله تعالى:

1 / 178