Tafsir Al-Uthaymeen: Az-Zumar

Muhammad ibn Salih al-Uthaymin d. 1421 AH
165

Tafsir Al-Uthaymeen: Az-Zumar

تفسير العثيمين: الزمر

Daabacaha

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٣٦ هـ

Goobta Daabacaadda

المملكة العربية السعودية

Noocyada

الآية (٢١) * قَالَ اللهُ ﷿: ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ﴾ [الزمر: ٢١]. قال تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً ...﴾ الهَمزة هنا للاستِفهام، والغالِب أن هَمْزة الاستِفهام إذا دخَلَت على نفيٍ تَكون للتَّقرير، فمَعنَى: ﴿أَلَمْ تَرَ﴾ أي: قد رأَيْت، ونَظير هذا قوله تعالى: ﴿أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ﴾ [الشرح: ١]، أي: قد شَرَحْنا لك صَدْرك، فيَكون الاستِفْهام هنا للتَّقرير، أمَّا (لم) فهِيَ حرف جَزْم ونفيٍ وقَلْب. وتَفسير المُفَسِّر ﵀: تَرى بـ[تَعلَم] فيها احتِمال: أن الرُّؤية هنا رُؤية العِلْم، واحتِمال: أن الرُّؤية رُؤية البصَر، فإن كان شيء مُشاهَدًا للإنسان حيث يَكون حولَه، فهي رُؤية بصَر تَتْبَعها رُؤية العِلْم، وإن كان بعيدًا يَسمَع عنه سماعًا فهي رُؤْية عِلْم. والخِطاب في قوله ﵎: ﴿أَلَمْ تَرَ﴾، إمَّا للنبيِّ ﷺ، وإمَّا لكل مَن يَصِحُّ خِطابه. وقوله تعالى: ﴿مِنَ السَّمَاءِ﴾ أي: من العُلوِّ، وليس المُرادُ بذلك السَّماءَ السَّقْف المَحفوظ، لأنه من المعلوم أن المطَر يَنزِل من السَّحاب، والسَّحاب مُسخَّرٌ بين السماء والأرض، وعلى هذا يَكون المُرادُ بالسماء العُلوَّ.

1 / 169