Tafsir al-Uthaymeen: An-Naml
تفسير العثيمين: النمل
Daabacaha
مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية
Lambarka Daabacaadda
الأولى
Sanadka Daabacaadda
١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م
Goobta Daabacaadda
المملكة العربية السعودية
Noocyada
رَدٌّ" (^١)، وهَذَا أعمُّ مِنَ اللفظِ الثاني: "مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ" (^٢) إِلَّا إذا قُلْنَا: مَن أحدثَ فِي ذاتِه وصفاتِه، إذا قُلْنَا: من أحدث فِي أمرنا ما لَيْسَ منه سواء فِي نفسِ العَمَلِ أو فِي وصفِ العَمَلِ صار موافقًا للفظِ الآخَرِ.
عَلَى كُلِّ حَالٍ: العَمَلُ إذا لم يكنْ خالِصًا فليسَ مقبولًا، وإذا لم يكنْ صوابًا، يعني عَلَى السنَّة، فليس مقبولًا وَلَيْسَ بصالحٍ أيضًا، بل هُوَ فاسدٌ.
قوله: ﴿تَرْضَاهُ﴾ الرضا بمعنى القبولِ وكلمة ﴿تَرْضَاهُ﴾ بَعْد قولِه: ﴿صَالِحًا﴾ هل لها معنًى؛ لِأَنَّ كُلّ صالحٍ فَهُوَ مَرْضِيّ، فهل تكون الجملةُ حينئذٍ صفةً كاشفةً مبيِّنةً أو صفةً مقيِّدة؟
الظَّاهرُ أَنَّهَا مُبَيِّنَة، يعني أَنَّ العَمَلَ الصالحَ مرضيٌّ.
قَدْ يَقُوُل قَائِلٌ: إن العَمَلَ قد يَكُونُ صالحًا بظاهرِهِ، ولكِنَّه غير مرضيٍّ فِي مآلِهِ أو فيما صَحِبَهُ، فقد يَعْمَل الْإِنْسَان مخلصًا لله مُتَّبِعًا لرسولِ الله ﷺ لكِن يحصل منه إعجابٌ فِي عملِه، فهَذَا الإعجابُ يَمْنَع مِن رضا اللهِ به، قَالَ تَعَالَى: ﴿يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ﴾ [الحجرات: ١٧]، قد يَكُونُ عَمَلًا صالحًا فِي أوَّله وَفِي نهايتِه لا يرضاه اللهُ، قَالَ تَعَالَى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى﴾ [البقرة: ٢٦٤]، فالرجلُ يَتَصَدَّقُ بالصدقةِ مُخْلِصًا للهِ تَعَالَى مُتَّبِعًا لرسولِ اللهِ ﷺ فيها لَكِنَّهُ يُتْبِعُها بِمَنٍّ وأذى، فحينَئذٍ تَبْطُلُ
(^١) رواه مسلم، كتاب الأقضية، باب نقض الأحكام الباطلة ورد محدثات الأمور، حديث رقم (١٧١٨)، عن عائشة ﵁. (^٢) رواه البخاري، كتاب الصلح، باب إذا اصطلحوا على صلح جور فالصلح مردود، حديث رقم (٢٥٥٠)؛ ومسلم، كتاب الأقضية، باب نقض الأحكام الباطلة ورد محدثات الأمور، حديث رقم (١٧١٨)، عن عائشة ﵁.
1 / 132