Tafsir Al-Quran Al-Karim - Al-Muqaddam
تفسير القرآن الكريم - المقدم
Noocyada
تفسير قوله تعالى: (وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا)
يقول ﵎: ﴿وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ﴾ [البقرة:١٤].
(لقوا) أصلها لقيوا، فحذفت الضمة للاستثقال، ثم حذفت الياء لالتقائها ساكنة مع الواو، ثم ضمت القاف للمناسبة، فأصلها لقي فصارت لقوا.
قوله: «وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا» يعني: أظهروا لهم الإيمان والموالاة والمصافاة نفاقًا ومصانعة وتَقيَّة، وليشركوهم فيما أصابوه من الخير ومن المغنم.
قوله: «وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ» يعني: إذا خلوا منهم ورجعوا إلى شياطينهم وجلسائهم: «قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ» يقال: خلوت بفلان أو خلوت إلى فلان، يعني: انفردت معه، وخلا تكون بمعنى مضى في تفسير آخر، ومنه قولنا: القرون الخالية، يعني: السالفة والماضية.
قوله: «وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ» يعني: إلى أصحابهم أولي التمرد والعناد، والشيطان يكون من الإنس ويكون من الجن، والدليل قوله ﵎: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا﴾ [الأنعام:١١٢].
قوله: «وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ» أضيفوا إلى الشياطين لأنهم مشتركون معهم في الكفر.
قوله: «قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ» أي: اطمئنوا نحن معكم وعلى ما أنتم عليه.
قوله: «إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ» يعني: إنما نحن في إظهارنا الإيمان عند المؤمنين مستهزئون ساخرون بهم.
يقول السيوطي رحمه الله تعالى: «وَإِذَا خَلَوْا» منهم ورجعوا «إِلَى شَيَاطِينِهِمْ» رؤسائهم.
«قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ» في الدين.
«إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ» بهم بإظهار الإيمان.
3 / 10