قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله
[آل عمران:31].
وفي قوله: { غير المغضوب عليهم ولا الضالين } ، إشارة الى أن التجنب عن مرافقة أصحاب البدع والأهواء أمر واجب. شعر:
الجمر يوضع في الرماد فيخمده
فكل قرين بالمقارن يقتدي
فصل
في نظم هذه السورة وترتيبها
إن العاقل الفهم المميز، لما نظر في وجودات هذا العالم، علم بالمشاهدة والقياس افتقار بعضها إلى بعض، تحقق وتيقن أنها في سلسلة الحاجة منتهية الى موجود قديم قادر يفعل الخيرات كلها، ويرحم على خلقه في الآخرة والأولى، فابتدء بآية التسمية تبركا واستفتاحا باسمه، واعترافا بآلهيته، واسترواحا الى ذكر فضله ورحمته وكرمه ورأفته.
ولما كان الاعتراف بالحق، والعلم بالله الفرد الأحد الذي هو مبدء الخيرات كلها، وفاتح المهمات جلها، نعمة جليلة، اشتغل بالشكر له والحمد فقال: الحمد لله، ولما رأى سراية نور التوحيد ونفوذ رحمة الوجود على غيره واضحة بنور الحجة والبرهان، كما شاهد آثارها على نفسه لائحة بقوة الكشف والعيان؛ عرف انه رب الخلائق أجمعين فقال: رب العالمين.
ثم لما رأى شمول فضله للمربوبين ثابتا بعد إفاضة أصل الوجود عليهم، وعموم رزقه للمرزوقين حاصلا بعد إكمال الصورة في أطوار الخلقة لهم، قال: الرحمن
Bog aan la aqoon