Tafsirka Cabdulqaadir Jeylaani
تفسير الجيلاني
Noocyada
ومتى صفت سريرتك عن العوائق كلها، وخلصت طويتك عن العوائق برمتها، صح لك أن تسترشد منه حسب ما قدر الله لك ووفقك في سابق علمه، إنه على ما يشاء قدير، وبإجابته حقيق جدير.
[3 - سورة آل عمران]
[3.1-6]
{ الم } [آل عمران: 1] أيها الإنسان الكامل الأحدي الأوحدي الأقدسي، اللائح على صورة الرحماني، الملازم الملاحظ لمقتضيات الأوصاف والسماء الإلهية، المتفرعة عليها جميع الماظهر الكونية المشتمل عليها، المحيط بها.
{ الله } أي: الذات الصمد المبدع المظهر الموجد الذي { لا إله } أي: لا مظهر ولا موجد { إلا هو الحي } الدائم الثابت، الذي لا يقدر حياته الزمان ولا حصره المكان، ولا يشغله شأن عن شأن { القيوم } [آل عمران: 2] الذي لا يعرضه الفتور، ولا يعجزه كره الأعوام ومر الدهور.
هو الذي: { نزل عليك } يا مظهر الكل امتنانا لك { الكتب } أي: القرآن الجامع الشامل لما في الكائنات أعلاها أولاها وأخراها ملتبسا { بالحق } المطابق للواقع { مصدقا لما بين يديه } من الكتب السالفة المنزلة على الأنبياء الماضين { وأنزل } أيضا { التوراة والإنجيل } [آل عمران: 3] على موسى وعيسى - عليهما السلام - مصدقين لما مضى من الكتب السابقة.
{ من قبل } أي: من قبل إنزالهما عليهما { هدى للناس } يهديهم إلى توحيده الذاتي عند ظهور خلافه من الغي والضلالة { و } بعدما ظهر الظلال { أنزل الفرقان } أي: الكتاب السماوي الفارق بين الهداية والضلالة؛ ليتميز الحق عن الباطل، وآيات الله عن تسويلات الشياطين { إن الذين كفروا بآيات الله } بعد ظهوره ونزوله، وكذبوا من أنزل إليهم من الكتب والآيات { لهم عذاب شديد } هو الطرد والحرمان عن ساحة التوحيد بسبب إنكارهم الآيات الهادية لهم إلى طريقه { والله } الهادي إلى توحيده { عزيز } غالب قادر { ذو انتقام } [آل عمران: 4] عظيم وتعذيب شديد على من كفر بآياته واستكبر على من أنزل عليه الآيات، وكيف لا؟.
{ إن الله } المحيط بجميع ما كان ويكون { لا يخفى عليه شيء } مما حدث { في الأرض } { ولا في } ما حدث { السمآء } [آل عمران: 5] من الإيمان والكفر والهداية والضلالة، وغير ذلك من الأعمال والأحوال الصادرة من العباد.
فيكف يخفى عليه؛ إذ { هو الذي يصوركم } بقدرته ابتداء { في الأرحام } بعد انصبابكم من أصلاب آبائكم إليها { كيف يشآء } أي: كيف تتعلق مشيئته وإرادته بلا مزاحمة ضد، ومشاركة أحد من شريك وند؛ إذ { لا إله } أي: لا مصور ولا موجد { إلا هو } يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد، لا منازع له ولا مخاصم دونه بل هو { العزيز } الغالب على كل ما يشاء { الحكيم } [آل عمران: 6] المتقن في كل ما يريد.
[3.7-9]
Bog aan la aqoon