Tafsirka Cabdulqaadir Jeylaani
تفسير الجيلاني
Noocyada
هذا آخر القصص السبع المذكورة؛ لتسلية رسول الله من أن المكذبين للرسل مأخوذون بأنواع العذاب، مستهلكون بأصناف النكال، إنما ذكر سبحانه؛ ليعتبر منها المعتبرون من المؤمنين ، ويتفطن المكذبون ما سيلحقهم من العذاب لو أصروا على ما هم عليه من التكذيب.
[26.192-204]
{ وإنه } أي: القرآن { لتنزيل رب العالمين } [الشعراء: 192] كالكتب السالفة.
{ نزل به } بالتخفيف { الروح الأمين } [الشعراء: 193] كما نزل سائر الكتب، وهو جبرائيل عليه السلام - سمي به؛ لأمانته على الوحي الإلهي بأن أوصله إلى ما أنزل إليه بلا تغيير وتبديل أصلا - نزل به على قلبك يا أكمل الرسل؛ لتكون أنت أيضا كسائر الرسل من المنذرين؛ لتنذر أهل الغفلة والغرور من قومك، كما أنذروا.
لذلك أنزله سبحانه { بلسان عربي مبين } [الشعراء: 195] ظاهر الدلالة وواضح الفحوى، مناسبا بلغة من أرسلت إليهم، ولو أنزله على لغة العجم كالكتب السالفة لقالت العرب: ما نفهم معناه، ولا نعرف مقتضاه.
{ وإنه } أي: إنزال القرآن عليك يا أكمل الرسل عربيا { لفي زبر الأولين } [الشعراء: 196] أي: مثبتا مزبورا في كتبهم مع نعتك أيضا وحليتك، وجميع أوصافك.
{ أ } تنكرون صدق القرآن وصحة نزوله من عند الله على محمد صلى الله عليه وسلم { و لم يكن لهم } ولم تثبت عندهم { آية } تدل على صدقه وحقيته، وصحة نزوله من عند الله، وهي { أن } أي: إنه { يعلمه } ويعرفه { علماء بني إسرائيل } [الشعراء: 197] وأحبارهم، يخبرون به ويقرؤون في كتبهم اسمه، واسم من أنزل إليه ونعته وحليته.
{ ولو نزلناه } أي: القرآن { على بعض الأعجمين } الشعراء: 198] { فقرأه عليهم } بلسانهم وعلى لغتهم { ما كانوا به مؤمنين } [الشعراء: 199] حينئذ، معللين بأنا لا نفهم معناه، ولا نعرف فحواه، فكيف عملنا به وامتثلنا به فيه؟.
{ كذلك } أي: مثل ما قررنا القرآن وأدخلناه في قلوب المؤمنين { سلكناه } وأدخلناه أيضا { في قلوب المجرمين } [الشعراء: 200] إلا أن المؤمنين آمنوا به وامتثلوا بما فيه؛ لصفاء طينتهم.
والمجرمون { لا يؤمنون به } عنادا ومكابرة؛ لخبث طينتهم { حتى يروا العذاب الأليم } [الشعراء: 201] المؤلم الملجء لهم إلى الإيمان في وقت لا ينفعهم إيمانهم.
Bog aan la aqoon