Tafsirka Cabdulqaadir Jeylaani
تفسير الجيلاني
Noocyada
فقال له سبحانه تنبيها على استعجاله واضطرابه في أمره: { ومآ أعجلك } أي: أي شيء أسبقك { عن قومك } المستكملين برفاقتك { يموسى } [طه: 83] المرسل لتكميلهم، بل من حقك أن تجيء معهم مجتمعين.
{ قال } موسى: { هم } من غاية قربهم { أولاء } المشار إليهم التابعين { على أثري وعجلت } من غاية اشتياقي { إليك رب لترضى } [طه: 84] عني ويزداد تقربي إليك.
{ قال } تبارك وتعالى: إذ فارقتهم وتركتهم، صرت سببا لوقوعهم في البلاء العظيم { فإنا قد فتنا } ابتلينا { قومك } الذي أبقيتهم مع أخيك { من بعدك } أي: بعد خروجك من بينهم بعبادة غيرنا فأشركوا بنا { و } ما { أضلهم } إلا { السامري } [طه: 85] المفرط بصوغه صورة العجل من حلي القبط، ورميه عليها التراب الذي أخذه من حافر فرس جبريل وخوار العجل بعد رمي التراب وقوله:
هذآ إلهكم وإله موسى
[طه: 88].
فإذا سمع موسى من ربه ما سمع { فرجع موسى } من ساحة عز الحضور في مقام السرور { إلى قومه } المتخلفين عن أمره، المشركين بربه، قد استولى عليه الغضب حمية لهم و غيرة على ربه، فصار { غضبن } من فعلهم { أسفا } متأسفا متحزنا متفكرا، هل يمكن تداركه أم لا؟ فلما وصل إليهم { قال يقوم } المضيعين سعيي في تكميلكم، أما تستحيون من ربكم ألذي رباكم بأنواع النعم وأنجاكم من أصناف البلاء سبما عند وعد الزيادة لكم { ألم يعدكم ربكم وعدا حسنا } يحسن أحوالكم ويوصلكم إلى مقام القرب بإنزال التوراة عليكم؛ لتكملوا بها أخلاقكم { أ } تنكرون من إنجاز وعده { فطال عليكم العهد } ا لمدة بأن صار أربعين بعدما كان ثلاثين { أم أردتم } بزيادة الإنكار والإصرار { أن يحل } وينزل { عليكم غضب من ربكم فأخلفتم } بسبب ذلك { موعدي } [طه: 86] الذي وعدتكم من متابعتي لأخذ التوراة.
{ قالوا } يا موسى { مآ أخلفنا موعدك بملكنا } بقدرتنا واختيارنا من غير ظهور دليل يشغلنا عن موعدك، بل { ولكنا } كنا على ما وعدتنا، ولا يصدر عنا مخالفتك غير أن { حملنآ أوزارا } وآثاما مستعارا { من زينة القوم } أي : من حلي القبط ولم يمكنا الرد إليهم لاستئصالهم، ولا يمكننا أيضا حملها وحفظها دائما؛ لذلك اضطررنا فحفرنا حفرة { فقذفناها } أي: قذف كل منا منا في يده من الحلي فيها { فكذلك ألقى السامري } [طه: 87] ما في يده من الحلي فيه بعد قذفنا بلا صنع زائد منا.
[20.88-98]
وبعدما قذف الكل حليهم فيها، أدخل السامري يده فيها { فأخرج لهم } منها { عجلا } أي: صورة عجل أوجده الله تعالى من تلك الحلي المقذوفة، ولم يكن من ذوي الحس والحركة بل { جسدا } وهيكلا { له خوار } بصوت صوت البقرة { فقالوا } السامري أصالة والباقي تعبا: { هذآ } الجسد الذي خار خورة { إلهكم } الذين أوجدكم من العدم { وإله موسى } المتردد في بيدان طلبه، أنزله في هذه الحفرة من قبل { فنسي } [طه: 88] منزلة وسعى في طلبه سعيا بليغا، فرقى الطور لهذا الطلب.
{ أ } هم خرجوا عن طور العقل في اعتقاد إلهية الجماد، بل عن الحس أيضا { فلا يرون } ولا يتفكرون في شأن هذا الجماد { ألا يرجع } أي: أنه لا يرد { إليهم قولا } جوابا عن سؤالهم { ولا يملك لهم ضرا } لو لم يؤمنوا به { ولا نفعا } [طه: 89] لو آمنوا به.
Bog aan la aqoon