Tafsirka Cabdulqaadir Jeylaani
تفسير الجيلاني
Noocyada
ثم لما انكشف الامر من عند العزيز، وجزم ذيل يوسف ونجابة طينته، بادر إلى ستره وإخفائه؛ خوفا من الفضيحة، فقال مناديا ليوسف أولا لصدقه وطهارته: { يوسف } أي: يوسف { أعرض عن هذا } التكلم واكتمه في سرك، فقد ظهر عندي صدقك وبراءتك { واستغفري } يا راعيل أو زليخا { لذنبك } في هذا الأمر { إنك كنت من الخاطئين } [يوسف: 29] المتعمدين القاصدين على الجريمة القبيحة الدنيئة الشنيعة: جمعه جمع الذكور للتعذيب.
[12.30-32]
{ و } بعدما شاع أمرهما وانتشر قصتهما بين الأنام { قال نسوة } جماعة من النساء من صناديدهن { في المدينة } على جه التشنيع والتقريع: { امرأة العزيز تراود } تخادع وتحتال { فتاها عن نفسه } طلبا لمواقعته إياها ومجامعته معها؛ لأنها { قد شغفها حبا } أي: دخل عن جميع شغاف قلبها وشقوقه، فصار قلبها ممتلئا بمحبته وعشقه؛ لذلك راودته فامتنع عنها وافضحها { إنا لنراها } بقبح فعلها وسوء صنيعها { في ضلال مبين } [يوسف: 30] من لحوق العار وفشو الفضيحة، سيما مع الرقيق وكسر عرض العزيز بن الأنام.
{ فلما سمعت } راعيل { بمكرهن } وغيبتهن وتخطئتهن خفية { أرسلت إليهن } قواصد؛ ليدعوهن على سبيل الضيافة { وأعتدت لهن } اي: هيأت لكل واحدة منهم في بيتها { متكئا } على حدة ليتكئن عليها على ما هو عادة بلدتهم، ووضعت عند كل متكأ طبقا من الفواكة مثل الكمثرى والتفاح وغيرهما { وآتت كل واحدة منهن } أي: على عدد رءوسهن { سكينا } في غاية الحدة والمضاء، وبعد تهيئة أماكنهن على الوجه المذكور جئن وجلسن عليها واشتغلن بأكل الفواكه وتنقية قشورها بالسكين { و } بعد ذلك { قالت } راعيل ليوسف: { اخرج عليهن } فخرج { فلما رأينه أكبرنه } أي: كبرن الله برؤية جماله وحسنه البديع وبهائه؛ إذ يتشعشع ويلمع ضوء وجهه على الجدار مثل الشمس والقمر.
وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
" رأيت يوسف الصديق عليه السلام للة المعراج كالقمر ليلة البدر ".
ومن كمال حيرتهن على حسنه وجماله بهتن بأجمعهن { وقطعن أيديهن } بالسكاكين أي: كل بسكينها { و } بعدما أفقن { قلن } مستبعدات مستغربات { حاش لله } أي: تنزه ذاته أن يعجز عن خلق مثله، غير أنه { ما هذا } الهيكل المرأي { بشرا } إذ لا نرى بشرا على هذه الصورة { إن هذآ } أي: بل ما هذا المشاهد المحسوس { إلا ملك كريم } [يوسف: 31] نجيب مجسم من الروح لا من الطين.
وبعدما تفرست راعيل منهن ما تفرست من كمال الحيرة والحسرة والوله والهيمان برؤيته { قالت فذلكن } أي: فهذا ذلك العبد الكنعاني { الذي لمتنني فيه } أي: في مراودته والافتتان به وبمحبته { و } لما رأت راعيل ما رأت من نفسها بل أشد منها، أقرب عندهن ما فعلت معه؛ لتستعين منهن ويحلتن في تليين قلبه، فقالت منحسرة: { لقد راودته عن نفسه } مرارا كثيرة { فاستعصم } وأبى عن القبول من كمال عفته وعصمته { و } الله { لئن لم يفعل مآ آمره } أي: ما أنا آمر به من المواقعة والمجامعة، ولمي يقبل قولي ولم يقضي حاجتي { ليسجنن } أيك ليسجننه { وليكونا من الصاغرين } [يوسف: 32] الذليلين المهانين، الباقين ي السجن مدة مديدة.
فلما قالت راعيل ما قالت وأقسمت، التفتن بأجمعهن على إعانتها وإنجاح مرادها منه وألحن، واقترحن على يوسف بقبول قولها والإتيان بمطلوبها إلحاحا بليغا، بل أضمرن في أنفسهن كل منهن إتيانه عليهن بمقتضى النساء.
[12.33-37]
Bog aan la aqoon