263

Tafsirka Cabdulqaadir Jeylaani

تفسير الجيلاني

Noocyada

روي أنه عليه السلام ركب السفينة عاشر رجب، ونزل عليها عاشر المحرم، فصام ذلك اليوم، فصار سنة له على من بعده، وهو يوم عاشوراء { و } بعد إهلاك ألئك العصاة الغواة الكفرة { قيل } من قبل الحق: { بعدا } أي: مقتا وهلاكا { للقوم الظالمين } [هود: 44] الخارجين عن مقتضى الوحي الإلهي، المكذبين لرسله، وطردا لهم عن ساحة الحضور بحيث لا يرجى قربهم أصلا.

{ و } بعدما وقع ما وقع { نادى } وناجى { نوح ربه } باثا له شكواه في حق ابنه { فقال رب إن ابني } أيضا { من أهلي } وأنتم بفضلك وعدتني بإنجاء أهلي { وإن وعدك } الذي به { الحق } الصدق لا خلف فيه { وأنت أحكم الحاكمين } [هود: 45] أي: أقسطهم وأعدلهم بأحكام جميع الحكام راجع إليك.

{ قال } سبحانه مجيبا له مزيلا لشكواه: { ينوح إنه } بسبب اعتزاله عنك ون دينك { ليس من أهلك } إذ لا قرابة ولا ألفة بين المؤمن والكافر، وكيف يكون من أهلك { إنه } من غابة فسقه وفساده { عمل غير صالح } كأنه مغمور فيه مجسم منه لا يرجى صلاحه أصلا { فلا تسئلن } متعرضا معترضا على { ما ليس لك به علم } لوروده علي { إني أعظك } وأذكر لك { أن تكون من الجاهلين } [هود: 46] أي: كونك بذهولك عما نبهت عليك بالاستثناء السابق؛ يعني

إلا من سبق عليه القول

[هود: 40].

{ قال } نوح معتذرا إلى ربه، مستحييا منه: { رب إني } بعد ظهور خطئي وذلتي { أعوذ بك أن أسألك } بعد هذا { ما ليس لي به علم } أي: { وإلا تغفر لي } زلتي وسوء أدبي { و } لم { ترحمني } بفضلك وجودك { أكن من الخاسرين } [هود: 47] خسرانا مبينا.

{ قيل } من بل الله بعدما غاض الماء واستوت السفينة وانكشفت الأرض ويبست: { ينوح اهبط } انزل من السفينة أنت ومن معك وما معك مقرونا { بسلام } أي: سلامة ونجاة وأمن ناشئ { منا } عليك تفضلا وامتنانا { وبركات } أي: خيرات ومبرات كثيرة نازلة منا { عليك } أصالة { وعلى أمم ممن معك } تبعا، سماهم أمما باعتبار المآل { و } من ذرية من معك { أمم سنمتعهم } ونربيهم في النشأة الأولى بأنواع النعم { ثم يمسهم منا } في النشأة الأخرى بسبب كفرهم وفسقهم { عذاب أليم } [هود: 48] مؤلم بدل ما يتلذذون بنعم الدنيا، ويكفرون بها.

{ تلك } أي: قصة نوح عليه السلام { من أنبآء الغيب } أي: بعض أخباره { نوحيهآ إليك } يا أكمل الرسل؛ تعليما لك وتذكيرا لأمتك { ما كنت تعلمهآ أنت ولا قومك } بالدراسة والتعليم { من قبل هذا } الوحي والإنزال، وإن طعن المشركون لك ونسبوك إلى الكذب والافتراء { فاصبر } على أذياتهم، وكن في تبليغك على عزيمة صحيحة { إن العاقبة } الحميدة والآخر الجزيل في النشأة الأخرى { للمتقين } [هود: 49] الذين يحفظون نفوسهم عن الميل إلى البدع والأهواء، ويصبرون على المكاره والأذى، حتى يتحققوا بمقام الرضا ويفوزوا بشرف اللقاء.

[11.50-53]

{ و } بعدما تناسل قوم نوح وتكاثرت أمم منهم، فاستكبروا عن طريق التوحيد واتخذوا الأصنام والأوثان آلهة، أرسلنا { إلى عاد } العادين عن طريق الحق، المتجاوزين عن صراط التوحيد ظلما وعدوانا { أخاهم هودا } ليهديهم إلى طريق الحق وصراط مستقيم { قال } بعدما أوحينا إليه آذنا له بتذكير قومه: { يقوم } أضافهم إلى هفسه تحننا و إشفاقا على ما هو مقتضى الإرشاد { اعبدوا الله } الواحد الأحد الصمد الذي لا إله إل هو واعتقدوا { ما لكم من إله } يعبد بالحق ويرجع إليه ما في الأمور { غيره } إذ لا موجود سواه ولا إله إلا هو { إن أنتم } أي: ما أنتم بعدما ظهر الحق باتخاذ الأوثان آلهة غيره { إلا مفترون } [هود: 50] مبطلون في اتخاذها افتراء ومراء.

Bog aan la aqoon