Tafsirka Cabdulqaadir Jeylaani
تفسير الجيلاني
Noocyada
{ فلما نسوا } واعرضوا عن { ما ذكروا به } أي: من العظة والتذكير { أنجينا الذين ينهون عن السوء } متعظين بما ذكروا به { وأخذنا الذين ظلموا } بالإعراض عنه { بعذاب بئيس } شديد فظيع { بما كانوا يفسقون } [الأعراف: 165] بسبب فسقهم وإعراضهم.
{ فلما عتوا عن ما نهوا عنه } أي: فالحاصل أنهم لما تكبروا عن امتثال أوامرنا واجتناب نواهينا { قلنا لهم } على لسان نبيهم داود: { كونوا } أيها المتكبرون المنهمكون في الغي والضلال { قردة خاسئين } [الأعراف: 166] صاغرين مهانين؛ لاستكباركم عن أوامر الله وتكيلفاته، مع أنكم مجبولون على تحمل التكاليف التي هي من أمارات الإنسان فلما امتنعوا أنفسهم عنها مسخوا لن لوازم الإنسانية بالمرة، ولحقوا بأخس الحيوانات وأرذل الأعاجم.
[7.167-169]
{ و } اتل على من تبعك منهم، واذكر لهم يا أكمل الرسل: ويتنبهوا وقت { إذ تأذن ربك } أي: عزم وكتب على نفسه، كأنه أقسم { ليبعثن } وليسلطن { عليهم إلى يوم القيامة } مستمرا دائما { من يسومهم } يعلمهم { سوء العذاب } لذلك ما ترى يهوديا في أقطار الأرض إلا عليه مذلة وهوان { إن ربك } يا أكمل الرسل { لسريع العقاب } على من أراد عقابه { وإنه } أيضا { لغفور } لمن تاب وأخلص { رحيم } [الأعراف: 167] يقبل توبته ويمحو معيته.
{ و } من غاية إذلالنا إياهم { قطعناهم } أي: فرقناهم { في الأرض أمما } فرقا فرقا { منهم الصالحون } المؤمنون بالله وبملائكته وكتبه ورسله { ومنهم دون ذلك } أي: الطالحون الخارجون عن مقتضى الإيمان { و } بالجملة: { بلوناهم } أي: اختبرناهم وجربناهم { بالحسنات } أي: بالعطاء والإنعام { والسيئات } بالأخذ والانتقام { لعلهم يرجعون } [الأعراف: 168] رجاء أن ينتبهوا بنا فيرجعوا إلينا.
وبعدما بلونهام بما بلوناهم { فخلف } واستخلف { من بعدهم } أي: بعد انقراضهم خلق { خلف } خلفاء منهم يدعون أنهم { ورثوا الكتب } أي: علم التوراة منهم، مع أنهم { يأخذون عرض هذا الأدنى } أي: الدنيا مولعين بجمعها { ويقولون سيغفر لنا } لن يأخذنا الله أبدا بأخذها وجمعها { و } من غاية حرصهم { إن يأتهم عرض مثله } بل أضعافه وآلافه { يأخذوه } بلا مبالاة؛ اتكاء على مغفرة الله مع أنهم لم يستغفروا إيه { ألم يؤخذ عليهم ميثق } الله المنزل في { الكتب } الذي ادعوا علمه ووراثة، بل يؤخذ عليهم الميثاق في كتابهم { أن لا يقولوا على الله } ولا ينسبوا إليه { إلا الحق } الصادق الثابت الذي ورد عليه الأمر من عندهز
{ و } كيف لم يعلموا أخذ الله ميثاقه مع أنهم { درسوا } من معلمهم { ما فيه } من الأحكام والمواعظ، والأوامر والنواهي؛؟ { و } بالجملة: { الدار الآخرة خير للذين يتقون } من حطام الدنيا، ويجتنبون عن آثامها { أفلا تعقلون } [الأعراف: 169] خيريتها، أولئك المنغمسون في قاذورات الدنيا ولذاتها وشهواتها مع أنها لا مدار لها، ولا قرار للذاتها ومشتهياتها.
[7.170-174]
{ والذين يمسكون } أي: يتمسكون منهم { بالكتاب } أي: بما أمرناهم في التوراة ونهينا فيه { و } مع ذلك { أقاموا الصلاة } أي: داوموا وواظبوا على الميل إلينا علىما بيناهم فيها فعلينا أجرهم { إنا لا نضيع } ولا نهمل { أجر المصلحين } [الأعراف: 170] الذين يصلحون ظواهرهم بالشرائع والأحام المنزلة من عندنا، وبواطنهم بالإخلاص والتوحيد المسقط للإضافات مطلقا.
{ و } اذكر وقت { إذ نتقنا } أي: قطعنا { الجبل } من مكانه، ورفعنا { فوقهم } يظل عليهم { كأنه ظلة } يسقف فوق رءوسهم { وظنوا } من قبح صنيعهم { أنه واقع بهم } إلى أن قلنا لهم: { خذوا مآ ءاتينكم } من مأمورات التوراة { بقوة } عزيمة صادقة وعزم خالص في أوامره وأحكامه { واذكروا } أيك اتعظوا وتذكروا { ما فيه } من الموعظة والتذكيرات { لعلكم تتقون } [الأعراف: 171] تنتهون عن قبائح أعمالكم ورذائل أخلاقكم.
Bog aan la aqoon