Tafsirka Cabdulqaadir Jeylaani
تفسير الجيلاني
Noocyada
{ و } من جملة أخلاقهم الذميمة وخصلتهم القبيحة أيضا: نقض العهد والمواثيق لذلك { ما وجدنا } وصادفنا { لأكثرهم من عهد } أيضا على لسان رسلنا موفين له { وإن وجدنآ أكثرهم لفاسقين } [الأعراف: 102] أي: بل ما وجدنا أكثرهم بعدما عهدناهم إلا فاسقين، ناقضين لعهودنا ومواثيقنا.
[7.103-110]
{ ثم بعثنا من بعدهم } أي: بعد انقراض الغواة الطغاة الهالكين بأنواع العذاب والنكال نبينا { موسى } المخوص بتشريف تكليمنا { بآيتنآ } الدالة على توحيدنا مع تأييدنا إياه بالمعجزات الباهرة { إلى فرعون } المبالغ في العتو والاستكبار إلى حيث يدعي الألوهية والربوبية لنفسه { وملإيه } المعاونين له المصدقين لدعواه الكاذب، وبعدما ادعى النبوة وأظهر الآيات { فظلموا بها } أي: أنكروا بالآيات وكذبوا من جاء بها { فانظر } أيها المعتبر الرائي { كيف كان عقبة المفسدين } [الأعراف: 103] في أرض الله، الخارجين عن مقتضى أوامره ونواهيه.
{ و } اذكر يا أكمل الرسل إذ { قال } حين أراد دعوتهم { موسى يفرعون } المستكبر المتجاوز عن حدود الله، المفسد بين عباده بأنواع الفسادات، المفرد المسرف بدعوى الربوبية { إني رسول من رب العالمين } [الأعراف: 104] اختارني الله واصطفاني لرسالته.
وبعد اختياره سبحانه واجتبائه إياي من بين بريته أنا { حقيق } جدير لائق { على أن لا أقول } وأسند { على الله } من الأقوال والأحكام المواعظ { إلا الحق } الذي علمني ربي وبعثني لأجله وتبليغه لعباده، واعلموا أيها البغاة الطغاة أني { قد جئتكم ببينة } واضحة دالة على صدقي في دعواي، صادرة { من ربكم } الذي أظهركم وأوجدكم من كتم العدم بعد أن لم تكونوا شيئا مذكورا { فأرسل } أيها الفرعون الطاغي { معي بني إسرائيل } [الأعراف: 105] المقهورين تحت استيلائك، المظلومين بيدك لرجعوا معي إلى الأرض المقدسة التي هي وطن آبائهم وفكك رقابهم، وخل سبيلهم بعدما أمر الحق به وإلا قد نزل عليك وعلى قومك ما أوعدك الحق به من أنواع العذاب في العاجل والآجلز
{ قال } فرعون في جوابه مستكبرا مكذبا، بل منهمكا على سبيل الترفع والخيلاء: لا أفك رقابهم ولا أخلي سبيلهم، بل { إن كنت } أيها المدعي الكاذب { جئت بآية } من عند ربك الذي ادعيت رسالته { فأت بهآ إن كنت من الصادقين } [الأعراف: 106] في الدعوى.
ثم لما سمع موسى قوله وشاهد عتوه واستكباره { فألقى } بإلهام الله إياه { عصاه } من يده على الأرض بين أيديهم { فإذا هي ثعبان } بلا معالجة واستعمال أسباب كما يفعل السحرة { مبين } [الأعراف: 107] عظيم ظاهر بأضعاف مقادر العصا.
روي أنه لما ألقاها صارت ثعبانا أشقر، فاغرا فاه بين لحييه ثمانون ذراعا، وضع لحاه الأسفل على الأرض والأعلى على سور القصر، ثم توجه نحو فرعون فهرب منه وأحدث، وانهزم الناس مزدحمين، فمات منهم خمسة وعشرون ألفا، فصاح فرعون: أنشدك بالذي أرسلك خذه وأنا أؤمن بك وأرسل معك بني إسرائيل، فأخذه فعاد عصا.
{ و } بعد ذلك { نزع يده } أي: أدخل بيده في جيبه؛ وكان لون بشرة موسى شديدة الأدمة، ثم نزع { فإذا هي بيضآء } مشرقة مشعشعة محيرة { للناظرين } [الأعراف: 108] مفرقة لأبصارهم من غاية إنارتها وضوئها إلى حث غلب ضوءها ضوء الشمس.
ثم لما شاهدوا من معجزاته وآياتن ما شاهدوا { قال الملأ } الأشراف { من قوم فرعون } متعجبين من أمره مشاورين مع فرعون، حائرين مضطربين، خائفين من استيلائه: { إن هذا لساحر عليم } [الأعراف: 109] متناه في هذا العلم إلى أقصى غايته؛ لذلك ادعى الرسالة عجز الغير عن إتيان مثله.
Bog aan la aqoon