Tafsirka Cabdulqaadir Jeylaani
تفسير الجيلاني
Noocyada
{ وحآجه قومه } أي: خاصموا في توحيد الله قالوا: أتترك ما يعبد آباؤنا بتسويلات نفسك يا إبراهيم؟ { قال أتحجوني } وتخاصموني { في } حق { الله } وتجادلونني في توحيده وتخوفونني بهذه التماثيل الزائفة.! { و } الحال أنه { قد هدان } بلطفه إلى مقر توحيده { و } بعدما كوشفت بتوحيد الله واستقلاله بالتصرف في مظاهره { لا أخاف ما تشركون به } إذ لا نفع منه ولا ضر { إلا أن يشآء ربي شيئا } مكروها يلحقني من جهتها؛ لأنه من جملة مظاهره إذ { وسع } وأحاط { ربي كل شيء علما أفلا تتذكرون } [الأنعام: 80] وتتفكرون؛ لتميزوا بين المظهر والظاهر والعاجز والقادر.
{ وكيف أخاف } من { مآ أشركتم } مع أنه لا ضرر يتوقع منه { ولا تخافون } أنتم من غضب الله مع { أنكم أشركتم بالله } المتوحد بالألوهية المنزه في ذاته عن الشريك والنظير { ما لم ينزل } الله { به } بشركته { عليكم سلطنا } حجة وبرهانا { فأي الفريقين } أي: الموحدون والمشركون { أحق بالأمن }؟ بينوا { إن كنتم تعلمون } [الأنعام: 81] أي: من ذوي العلوي والعقول.
[6.82-85]
{ الذين آمنوا } بتوحيد الله { و } بعدما آمنوا { لم يلبسوا } أي: لم يخلطوا ولم يستروا { إيمانهم بظلم } أي: بخروجهم عن مقتضى الإيمان والتوحيد { أولئك } السعداء المقبولون عند الكله { لهم الأمن } في مأمن التوحيد { وهم مهتدون } [الأنعام: 82] مقصرون على الهداية لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
{ وتلك } القصة التي سمعت { حجتنآ } ودليل توحيدنا { ءاتينهآ إبرهيم } امتنانا له وإرشادا؛ ليغلب بها { على قومه } ومن سنتنا أنا { نرفع درجت من نشآء } من عبادنا في العلم والحكمة والإيقان والمعرفة { إن ربك } أيها المظهر الجامع { حكيم } في رفع درجات بعض عباده { عليم } [الأنعام: 83] باستعداداتهم وقابلياتهم.
{ و } من رفعنا إياه { وهبنا له } من محض فضلنا وجودنا { إسحاق ويعقوب كلا هدينا } أي: هدينا كلا منهما إلى توحيدنا { و } كذلك { نوحا } هو جد إبراهيم { هدينا من قبل } فيكون إبراهيم وارثا لهداية نوح، ومورثا لهداية إسحاق ويعقوب، وهو من أعظم النعم والهداية { و } كذا { من ذريته } أي: من ذرية إبراهيم { داوود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك } أي: مثل جزاء هؤلاء { نجزي } جميع { المحسنين } [الأنعام: 84] مع الله المتشوقين بلقائه.
{ و } هدينا أيضا { زكريا ويحيى وعيسى وإلياس } و { كل } منهم { من الصالحين } [الأنعام: 85] لعناية الله وهدايته.
[6.86-90]
{ و } أيضا هدينا من ذرية إبراهيم { إسماعيل واليسع ويونس ولوطا وكلا } من هؤلاء المذكورين { فضلنا } بالنبوة والحكمة { على العالمين } [الأنعام: 86] أي: على الناس الموجودين في زمانهم.
{ و } كذلك { من آبائهم وذرياتهم وإخوانهم } ممن لم يبلغ مرتبة النبوة والحكمة فضلنا عليهم بأنواع النعم { واجتبيناهم } وانتخبناهم من بين الناس { وهديناهم إلى صراط مستقيم } [الأنعام: 87] موصل إلى توحيدنا.
Bog aan la aqoon