Tafsirka Cabdulqaadir Jeylaani
تفسير الجيلاني
Noocyada
{ و } كيف لا يقدر سبحانه على جميع المرادات المقدروات مع أنه { ما من دآبة } تتحرك { في الأرض ولا طائر يطير } في الجو { بجناحيه إلا أمم أمثالكم } محفوظة أحوالها وأرزاقها وآجالها عندنا؛ بحيث لا نهمل شيئا من حوائجهما، بل نكتب ونثبت في لوحنا المحفوظ وكتابنا المبين على الفضيل بحيث { ما فرطنا } وأفرطنا { في الكتب من شيء } من حوائجهم وأحوالهم { ثم } بعدما حفظوا ورزقوا كل منهم { إلى ربهم يحشرون } [الأنعام: 38] يرجعون رجوع الظل إلى ذي الظل.
{ والذين كذبوا بآياتنا } الدالة على قدرتنا الكاملة { صم } عن استماع كلمة الحق من ألسنة الرسل { وبكم } عن التنطق بها مع أنهم تيقنوا بها بل هم مغمورون { في الظلمات } أي: الحجب الناشئة من هوياتهم الباطلة وهياكلهم الفاسدة العاطلة { من يشإ الله } إضلاله بمقتضى اسمه المذل المضل { يضلله } حتما بلا هداية وإرشاد أصلا { ومن يشأ } هدايته { يجعله على صراط مستقيم } [الأنعام: 39] موصل إلى توحيده؛ إذ كل من عنده ميسر موفق لما خلق له.
[6.40-44]
{ قل } لهم يا أكمل الرسل إمحاضا للنصح: { أرءيتكم } أي: أخبروني صريحا { إن أتكم عذاب الله } في يوم الجزاء { أو أتتكم الساعة } التي تحشرون فيها إلى الله تعالى هائمين حائرين { أغير الله } المنقذ من العذاب، والمنجي من الحيرة والهيما { تدعون } أم تدعونه تضرعا وتلجئون نحوه استعاذة؟ بينوا إلي أمركم في حالة اضطراركم { إن كنتم صدقين } [الأنعام: 40] في الأقوال والأخبار.
{ بل إياه تدعون } إذ لا ملجأ ولا ملاذ حينئذ إلا هو { فيكشف } عنكم { ما تدعون إليه } من الضرر والبلاء { إن شآء } أي: إن تعلقت مشيئته وإرادته { وتنسون } حينئذ { ما تشركون } [الأنعام: 41] له من الأظلال الباطلة والتماثيل العاطلة، وقل لهم أيضا: إذ سمعتم مآل أمركم وعاقبة حالكم وشأنكم، فتضرعوا إلى الله في جميع أحوالكم، والتجئوا نحوه، ومع ذلك لم يقبلوا منك قولك ونصحك البتة لخبث باطنهم.
{ و } اعلم أنا { لقد أرسلنآ } رسلا من مقام جودنا ولطفنا { إلى أمم من قبلك } وأيدناههم بآيات ظاهرة ومعجزات باهرة فكذبوهم { فأخذنهم بالبأسآء والضرآء لعلهم يتضرعون } [الأنعام: 42] رجاء أن يتضروعوا إلينا ويتلجئوا نحونا فلم يتضرعوا ولم يلتجئوا.
{ فلولا } هلا { إذ جآءهم بأسنا تضرعوا } وما هي من عدم تأثرهم في البأساء والضراء بل يتأثرون منها ويزعجون { ولكن قست قلوبهم وزين } أي: حبب وحسن { لهم الشيطان ما كانوا يعملون } [الأنعام: 43] من عدم المبالاة بآيات الله، وتكذيب رسله، والإعراض عن دينه.
{ فلما نسوا ما ذكروا به } من البأساء والضراء ولم يتعظوا بها { فتحنا عليهم } ابتلاء وفتنة { أبواب كل شيء } نافع وخير وأمهلناهم عليها { حتى إذا فرحوا } أعجبوا { بمآ أوتوا } مترفهين متنعمين بطرين مغرورين بالنعم ناسين المنعم بالمرة { أخذناهم } بانواع البلاء { بغتة } فجأة { فإذا هم مبلسون } [الأنعام: 44] متحسرون آيسون خائبون محرومون.
[6.45-48]
{ فقطع } واستؤصل { دابر القوم الذين ظلموا } بحيث لم يبق من خلفهم من استخلفهم واستدبرهم { والحمد لله رب العالمين } [الأنعام: 45] على هلاكهم واستئصالهم إلى حيث لم يبق من شؤمهم على وجه الأرض.
Bog aan la aqoon