443

Tafsirka Sulami

تفسير السلمي

Tifaftire

سيد عمران

Daabacaha

دار الكتب العلمية

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

1421هـ - 2001م

Goobta Daabacaadda

لبنان/ بيروت

وقال سهل : الضر على وجهين : ضر ظاهر ، وضر باطن ، فالباطن حركة النفس عند | | الوارد واضطرابها ، والظاهر الآلام . وإذا تحرك الباطن تحت الوارد انزعج الظاهر | بالصياح والدعاء .

وقال الحسين : تجلى الحق لسره ، وكشف عنه أنوار كرامته فلم يجد للبلاء ألما فقال : |

﴿مسني الضر

لفقدان ثواب البلاء والضر ، إذ صار البلاء لي وطنا وعلى نعمة .

وقال بعضهم في قوله :

﴿مسني الضر

: أي أنت أرحم بي من أن يمسني معك | الضر .

وقال الجنيد رحمة الله عليه : ليس من صفات البشر أن يتجلد على البلاء إلا بالنظر | إلى المبلى ، إذ ذاك يصير البلاء عنده نعمة ، وإنما معنى هذه الآية : أيمسني الضر وأنت | لي ؟ هذا ما لا يكون .

وقال غيره : نال كل عضو منه البلاء إلى موضع البداء فنادى الضر في الباقي منه | على العافية لا عن موضع البلاء فقال :

﴿مسني الضر

نداء ، لا شكوى . وأنشد | شعرا : |

ولو مضى الكل مني لم يكن عجبا

وإنما عجبي للبعض كيف بقى

أدرك بقية روح فيك قد تلفت

قبل الفراق وهذا آخر الرمق

قال الواسطي رحمة الله عليه في قوله :

﴿وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين

طاعتك خاصة نداء فذكر ضره ومحبته ، وفزع إلى ما عرف من صفته | ونعته ، كما فزع محمد صلى الله عليه وسلم إلى قوله : ' أعوذ برضاك من سخطك ' فاستجبنا له | وكشفنا ما به من ضر لأدبه في وقت السؤال ، وقلة حيلته في وقت الدعاء .

وقال الجنيد رحمة الله عليه : أنت أرحم بي من أن ترينيه ضرا بعد أن جعلتني في | حقيقة الرضاء ، وهو الوقوف معك بلا طلب زيادة أو نقصان .

Bogga 12