التنويع يكون بالفصول : فما يرفع عن الشىء ويبقى معه الشىء لا يكون فصلا منوعا له ، وما لا يبقى ذلك فصلا. والتصنيف هو كما تصنف الكتابة نوع الإنسان.
الحدود فى الأشياء المضافة يجب أن يقال : إنها لها من حيث معنى الحدود لها أى من حيث هى مضافة ، لا من حيث هى ذوات.
السبب فى الأبوة البنوة ، والسبب فى البنوة الأبوة ، وليس السبب فى الملكة العدم ، ولا فى العدم الملكة.
كيفية اجتماع الصور الكثيرة التي تحصل من جملتها صورة واحدة كالإنسانية مثلا التي تحصل من اجتماع صور كثيرة على هذا النحو : الصورة الواحدة تكون من اجتماع قوى على وجهين : أحدهما أن تحتفظ القوى فتتعاون على فعل واحد ، مثل تعاون التحليل والجذب فى بعض المسهلات على الإسهال ، أو على صورة وهيئة واحدة فى المادة ، مثل تعاون الجذبة والاستقامة على الشكل القطاع فإنهما هيئتان مختلفتان وحصلت منهما صورة واحدة. والوجه الثاني أن تنكسر الأطراف إلى الوسط فتحدث هيئة كاللزوجة بين الرطوبة والهشاشة. وكيفية حصول الصورة الإنسانية من القبيل الأول ، فإن القوى فيها تتعاون على فعل واحد ، والقوى الجاذبة تتم بواسطة الحرارة ، والماسكة تتم بواسطة اليبوسة ، وهما يتعاونان على فعل واحد.
كل شىء معلول فى نوعه أو فى جنسه فله علة خارجة عن نوعه وعن جنسه : فالنار والماء والنفس والأفلاك وجميع الأجسام وكل ماله تعلق بالأجسام فهو فى حيز ذاته ممكن الوجود بغيره وهو خارج عنه واجب الوجود. فإذا حصل فى مادة من المواد استعداد تام لقبول صورة وجب أن توجب عن العلة الخارجة عن نوعه صورته. مثال ذلك فى النار إذا ظن أنها حدثت عن نار أخرى فإن المادة إذا استعدت استعدادا تاما لقبول صورة النارية وجب أن توجد الصورة من واهب الصور أعنى العلة الخارجة من نوع النار فتكون النار التي تظن أنها علة النار أخرى مستغنى عنها ، وما يستغنى عنه فى العلية فليس بعلة. علة الحرارة المطلقة واهب الصور ، وعلة الإحراق هو واهب الصور ، وعلة النار هو واهب الصور ، ولا يجوز أن يكون الشخص منها علة لشخص.
المضاف حقيقته هو أن وجوده هو أنه مضاف كالأبوة والبنوة لا كالأب فإن له وجودا غير أنه مضاف ، والأبوة ليس وجودها إلا أنها مضاف كالحامل والمحمول : كالسقف والحائط. وقد يكون المضاف موجودا فى الأعيان ، وقد يكون فى الذهن ، وذلك مما يفرضه العقل.
Bogga 96