بين الكسوفين على الوجه الكلى ، ويعرف أحوال كل شخص وأفعاله وتغيراته واختلافات الأحوال به وعدمه وأسباب عدمه على الوجه الكلى الذي لا يتغير البتة ولا يزول بزواله ولا يجوز أن يدخل علمه الماضى والحاضر والمستقبل من الزمان كقولك : كان وسيكون وهو كائن من حيث هو كذلك فإنه إذا علم كان أو يكون كان علمه بالإضافة إلى زمان مشار إليه والإشارة لا تصح إلا بالحس.
المثل لا يكون شبيها بالمثل من كل وجه ، بل يكون بينهما اختلاف فى أشياء وإلا كان هو ذاك بعينه.
الأشخاص كلها متميزة فى علم الله.
الحد يجب أن يكون لموجود ، فإن الفعل هو الذي يحققه وهو المقوم لوجوده.
كل مادة إذا حصلت مستعدة للصورة فإنها تستحق بذاتها من واهب الصور أن يفيض (22 أ) عليها صورة بلا زمان من غير توقف فيه. ومثاله المشف إذا قابلت به الشمس فإنه يقبل ضوءها بلا زمان ومن غير توقف فيه ولا يجوز أن يكون لها صورتان : صورة تفيض عليها من واهب الصور عند استعدادها ، وصورة تنتقل إليها فلا يجوز إذن أن يكون للبدن نفسان. فإذن لا تناسخ. والنفوس حالها فى التناهى واللاتناهى حال الأبدان فهما غير متناهيين.
** الهيولى الأولى
تقومها بالفعل وعلة لها. والهيولى لا تفسد البتة لأنها لا ضد لها ، والصورة تبطل عنها وتفسد لتضادها ، وهى الصور الثوانى التي هى النارية مثلا أو الهوائية والمائية والأرضية لا الجسمية التي تتقوم بها الهيولى. ولو كانت هيولى ما تحدث لكان يحتاج فى حدوثها إلى هيولى تتقدمها ، فكان يتسلسل الأمر فيها إلى غير النهاية.
الصورة سبب للهيولى فى تقومها ووجودها بالفعل ، والهيولى سبب للصورة فى تشخصها وإن لم تكن سببا لوجودها وإذا فارقت الصورة الهيولى بطل تشخصها فبطلت إذ تعين وجودها فى تلك المادة.
الهيولى متناهية والصور متناهية ، والأجسام متناهية. ولو لم تكن الهيولى متناهية لزم منها أن يكون شىء منها غير متنفس بصورة ، إذ الصورة متناهية والأجسام متناهية ، والهيولى مستعدة لأن تقبل كل صورة ، لكن بعضها يعوقها عن قبول بعض ، وبعضها يحصل لها أولا وبعضها ثانيا ويكون سببا لها فى استعدادها للبعض.
الكيفيات التي تتبع الصور إذا بطلت بطل معها الصور نفسها كالبرودة فى المادة إذا بطلت بطل معها المائية ، وسببها مجهول ، فانه لا يلزم من بطلان كيفية تابعة أن تبطل
Bogga 67