Tabsira
التبصرة
Daabacaha
دار الكتب العلمية
Lambarka Daabacaadda
الأولى
Sanadka Daabacaadda
١٤٠٦ هـ - ١٩٨٦ م
Goobta Daabacaadda
بيروت - لبنان
قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ﴾: قَالَ الزَّجَّاجُ لا خِلافَ بَيْنَ أَهْلِ اللُّغَةِ أَنَّ التَّسْبِيحَ هُوَ التَّنْزِيهُ للَّهِ ﷿ عَنْ كُلِّ سُوءٍ. وَالْغُدُوُّ جَمْعُ غُدْوَةٍ. وَالآصَالُ جَمْعُ أُصُل، وأُصل جَمْعُ أَصِيلٍ، فَالآصَالُ جَمْعُ الْجَمْعِ. وَالآصَالُ: الْعَشِيَّاتُ.
وَلِلْمُفَسِّرِينَ فِي الْمُرَادِ بِهَذَا التَّسْبِيحِ قَوْلانِ: أَحَدُهُمَا أَنَّهُ الصَّلاةُ. ثُمَّ فِي صَلاةِ الْغُدُوِّ قَوْلانِ: أَحَدُهُمَا أَنَّهَا الْفَجْرُ؛ رَوَاهُ ابْنُ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. وَالثَّانِي: صَلاةُ الضُّحَى
وَرَوَى ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ﵄ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ صَلاةَ الضُّحَى لَفِي كِتَابِ اللَّهِ وَمَا يغوص عليهما غواص ثم قرأ: ﴿يسبح الله له فيها بالغدو والآصال﴾ .
وَفِي صَلاةِ الآصَالِ قَوْلانِ: أَحَدُهُمَا: أَنَّهَا الظُّهْرُ وَالْعَصْرُ وَالْمَغْرِبُ وَالْعِشَاءُ. قَالَهُ ابْنُ السَّائِبِ. وَالثَّانِي: صَلاةُ الْعَصْرِ. قَالَهُ أَبُو سُلَيْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عن ذكر الله﴾ أي لا تشغلهم.
قال ابن السائب: التجار الْجَلابُونَ وَالْبَاعَةُ الْمُقِيمُونَ.
وَفِي الْمُرَادِ بِذِكْرِ اللَّهِ ثَلاثَةُ أَقْوَالٍ: أَحَدُهَا: الصَّلاةُ الْمَكْتُوبَةُ. قَالَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ وَرَوَى سَالِمٌ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ فِي السُّوقِ فَأُقِيمَتِ الصَّلاةُ فَأَغْلَقُوا حَوَانِيتَهُمْ وَدَخَلُوا
الْمَسْجِدَ فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: فيِهِمْ. نَزَلَتْ: ﴿رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذكر الله﴾ .
وَالثَّانِي: أَنَّهُ الْقِيَامُ بِحَقِّ اللَّهِ تَعَالَى. قَالَهُ قَتَادَةُ. وَالثَّالِثُ: ذِكْرُ اللَّهِ تَعَالَى بِاللِّسَانِ. قَالَهُ أَبُو سُلَيْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿وَإِقَامِ الصَّلاةِ وإيتاء الزكاة﴾ أَيْ أَدَاؤُهَا لِوَقْتِهَا وَإِتْمَامِهَا.
قَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ ﵁: مَا أَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ مُنْذُ ثَلاثِينَ سَنَةً إِلا وَأَنَا
1 / 136