192

Tabaqat Sulaha' al-Yaman

طبقات صلحاء اليمن

Tifaftire

عبد الله محمد الحبشي

Daabacaha

مكتبة الارشاد

Goobta Daabacaadda

صنعاء

وَكَانَ ﵀ حَنَفِيّ الْمَذْهَب وَقد يُفْتِي بِمذهب الإِمَام الشَّافِعِي ﵁ لتحقيقه الْمذَاهب كلهَا فَهُوَ عَالم مُحَقّق وفوائده الَّتِي نقلتها عَنهُ الْعلمَاء كَثِيرَة وَلَا تَنْحَصِر فِي مُجَلد وَكَانَت لَهُ الرّفْعَة الْعُظْمَى عِنْد كَافَّة النَّاس يجلونه ويحترمونه ويتبعون أمره وَلَا يخالفون نَهْيه وَكَانَ مَجْلِسه يجمع الْمُبْتَدِي والمنتهي ويستفيد مِنْهُ كل مِنْهُم مَا يأمل ويشتهي وَكَانَت الْفَتَاوَى ترد عَلَيْهِ من أقطار الْيمن وَغَيره فَيحل مشكلها ويوضح مبهمها قلمه يجْرِي سَرِيعا بنخب علومه وَلسَانه تعبر بِأَحْسَن الْعبارَات بِمَا يشفي من مَنْطُوق كَلَام الْعلمَاء وَمَفْهُومه
اعْترف بفضله الْمُوَافق والمخالف من ذَلِك مَا رَأَيْته مُكَاتبَة إِلَيْهِ من بعض فُقَهَاء الزيدية بِمَا تقر بِهِ الْعُيُون بِمَا لَا يحْتَمل بَسطه هَذَا الْمُخْتَصر وَكَانَت مجالسه مشحونة بِأَهْل الْبر وَالتَّقوى والمراقبة لعالم السِّرّ والنجوى
وَأما كراماته فَأكْثر من أَن تحصر وَأشهر من أَن تذكر مِنْهَا مَا حكى لي الْفَقِيه رَضِي الدّين أَبُو بكر الصّديق بن مُحَمَّد الوائلي قَالَ اجْتمعت بِالْإِمَامِ نَفِيس الدّين الْعلوِي بِمَدِينَة تعز فَسَأَلَنِي عَن اسْمِي ونسبي فَأَخْبَرته بذلك فَقَالَ مَا وظيفتك فأعلمته بوظيفتي فَلم يستحسنها فَقلت أُرِيد أَن أنعزل عَنْهَا وأتخلى للْقِرَاءَة فَقَالَ لي عزلتك من وظيفتك كَمَا عزلت خَاتمِي هَذِه من يَدي وَأخرجه من يَده قَالَ فَرَجَعت إِلَى بَيْتِي وأعلموني بعزلي من وَالِي بلدي فلحقتني مشقة من ذَلِك فَرَجَعت إِلَى الإِمَام نَفِيس الدّين وشكوت عَلَيْهِ ضرورتي وَمَا نالني بِسَبَب الْعَزْل فَقَالَ تحب رُجُوع وظيفتك فَقلت نعم فَقَالَ رددتك على وظيفتك كَمَا رددت خَاتمِي هَذَا إِلَى يَدي قَالَ فَعَادَت إِلَيّ وظيفتي وانتظم أَمْرِي
وَمِنْهَا مَا أَخْبرنِي بعض تلامذته أَنه كَانَ لَهُ أَرض يملكهَا بِذِي أشرق وَله أعوان يعينونه على عَملهَا فاتفق عَلَيْهِم ظلم من بعض أعوان الْأَمِير بدر الدّين مُحَمَّد بن

1 / 208