كان من أهل الأدب والفرائض واللغة، دريا بالفتيا، مشاورا في الأحكام، فقيها في المسائل، مشاركا في شرح الحديث والتفسير. وكان متواضعا. توفي في شوال سنة تسع وستين وأربعمائة، وصلى عليه عبد الرحمن ابن مغيث رحمه الله تعالى.
٤١ - أحمد بن صدقة بن أحمد بن حسن (١) بن عبد الله بن محمد بن محمد الشيخ الإمام العلامة، أحد أذكياء الدهر ونادرة العصر، شهاب الدين المعروف بابن الصيرفي (٢)، المصري، الشافعي. ولد في سابع ذي الحجة سنة تسع وعشرين وثمانمائة.
سمع الحديث على الحافظ ابن حجر، وقرأ عليه «شرح النخبة»، وأتقن القراءات والفقه والأصلين، والعربية، والمعاني والبيان والبديع، وفن الأدب، والمنطق، والصرف، والفرائض والحساب، والجبر والمقابلة، والهندسة والهيئة، والحكمة، والحساب المفتوح، والفلك، والمقنطرات، على أشياخ كثيرين منهم: الجلال المحليّ، والمناوي، والعلم البلقينيّ، والأبوتيجي، والحناويّ، والكافيجي، والشرواني، وابن المجديّ، والعلاء القلقشندي، والبدر العينيّ، والتقي الحصنيّ وغيرهم.
وأخذ عنه الفضلاء بالقاهرة ومكة، وناب في القضاء عن المناوي فمن بعده، وأتقن المنقولات والمعقولات.
وصنّف التصانيف المفيدة، «كشرحه على التبريزي»، و«نظم الإرشاد لابن المقري» وسماه «عين الرشاد»، وشرحه، و«شرح الورقة في أصول الفقه» للامام عز الدين بن جماعة، و«الكافي في العروض» و«مقدمة في
_________
(١) في الضوء اللامع «حسين».
(٢) له ترجمة في: بدائع الزهور لابن إياس ٢/ ٣٦٥، الضوء اللامع للسحاوي ١/ ٣١٦.
1 / 45