مولده في سنة إحدى وخمسين وستمائة، بمدينة أنكوريّة (١) من بلاد الرّوم.
وتفقه على أبيه وغيره، وبرع في الفقه والتفسير والنحو، وولي القضاء بخرت برت (٢)، وعمره سبع عشرة سنة.
وقدم مع أبيه دمشق واستقر في قضاء قضاة الحنفية بها عوضا عن أبيه لما توجه إلى مصر في ثاني صفر سنة ست وتسعين وستمائة، ودرس وأفتى وعمي في آخر عمره. وتوفي يوم الجمعة تاسع عشر شهر رجب سنة خمس وأربعين وسبعمائة.
قال الشهاب أحمد (٣) بن يحيى بن فضل الله العمري: وهو كبير المروءة لقصّاده، حسن المعاشرة، طيب الأخلاق، طيب النفس جدا.
وله نيف وسبعون سنة يدرس بدمشق، وغالب مفتي مذهبه من الحكّام والمدرسين كانوا فقهاء عنده، وقل منهم من درس وأفتى بغير خطه.
حكى لي أعجوبة جرت له، قال: كان والدي [قد] (٤) سفرني
_________
(١) تسميها العرب انكورية، ضبطها أبو الفداء إسماعيل في تقويم البلدان فقال: (بفتح الهمزة وسكون النون وضم الكاف وسكون الواو وكسر الراء المهملة ثم ياء مثناة تحتية وهاء في الآخر).
وأنقرة: كانت باقليم غلاطية القديمة بآسيا الصغرى (الاناضول). وفيها دفن امرؤ القيس الشاعر المشهور سنة ٥٦٥ م. وافتتحها المعتصم الخليفة العباسي سنة ٢٢٣ هـ.
وعندها أسر تيمورلنك السلطان بايزيد العثماني سنة ١١١٧ هـ ١٤٠١ م. وهي الآن مقر الحكومة التركية. (حواشي النجوم الزاهرة لابن تغري بردي ١٠/ ١٠٩).
(٢) في الأصل: «خربرت»، والصواب في: النجوم الزاهرة لابن تغري بردي، والجواهر المضيئة، وقضاة دمشق لابن طولون.
(٣) في الأصل: «قال الشهاب بن أحمد»، تحريف، صوابه في: حسن المحاضرة، والدرر الكامنة.
(٤) تكملة عن مسالك الأبصار.
1 / 36