Tabaqat Mashayikh Bi Maghrib
طبقات المشايخ بالمغرب لأبي العباس الدرجيني
Noocyada
الحوار الذي دار بين ابن زياد وعروة قيل، فلما أقيم عروة بين يديه أخذ يحاوره وقد أختلف في خبره وأصحه عندنا أنه قال له: أجهزت أخاك علي؟ فقال: والله لقد كنت به ضنينا، وكان لي عرى(3) ولقد أردت له ما أريد لنفسي، فعزم عزما فمضى عليه، وما أحب لنفسي إلا المقام وترك الخروج، قال: فأنت على رأيه، قال: كنا نعبد ربا واحدا قال: أما والله لا مثلن بك. اختر لنفسك من القصاص ما شئت فأمر به فقطعوا يديه ورجليه ثم قال له كيف ترى؟ قال أفسدت علي دنياي وأفسدت عليك آخرتك، ثم أمر به فقتل ثم صلب علي باب داره، ثم دعا مولاه فسأله عنه فأجابه بجواب قد مضى ذكره، وقال أبو سفيان لما قطع الفاسق عبيد الله بن زياد يدي عروة ورجليه جاءه أعرابي، فقال: من هذا؟ قالوا رجل أراد الأمير عذا به، قال: هلم إلي بسيف فأعطاه سيفا فضرب عنقه، قال: فاجتمع لذلك نفر من الشراة فأتوا إلى امرأة منهم فقالوا لها: قاتل عروة دلينا على موضعه، فقالت: اقتلوه في بيتي وعلى أن آتيكم به فعمدوا إلى موضع في البيت فحفروا فيه حفرة. ثم القوا عليها شيئا ثم ذهبت إليه فعرضت عليه شيئا يشتريه أو اشترت منه شيئا، وأقبلت فأدخلته الدار عليها، فألقوه في الحفرة فردوا عليه الحجارة والتراب ثم غيبوه، وألحقه الله إلى النار وبئس المصير.
إذا كنت في مجلس فاحسن حمل رأسك
وقال أبو سفيان مر أبو بلال يوما بجماعة من قومه في ناديهم على فرس له، فوقف فسلم، فقال شاب منهم يا أبا بلال فرسك حروري، فقال أبو بلال: وددت والله أني أوطأته بطنك في سبيل الله، قال: فمضى أبو بلال وقد وقع في نفس الفتى قولة أبي بلال قال: فقال:لأصحابه أني مقتول، قالوا: لا تخف، قال: دعوني إني مقتول قال فمشت إليه جماعة منهم بالفتى فقالوا: يا أبا بلال زلة كانت، فاصفح عنها. قال: فعلت، ولكن يا فتى إذا كنت في مجلس فأحسن حمل رأسك.
Bogga 23