125

Tabaqat Mashayikh Bi Maghrib

طبقات المشايخ بالمغرب لأبي العباس الدرجيني

Noocyada

يقتلون غدرا لأجل محافظتهم على الصلاة

فلم يزل القوم يتجلدون إلى وقت الصلاة صلاة يوم الجمعه، فناداهم أبو بلال: يا قوم هذا وقت الصلاة، فدعونا حتى نصلى وتصلوا صلاة الجمعه قالوا لك ذلك، فرمى القوم أجمعين بأسلحتهم، وعمدوا للصلاة، فأسرع عباد ومن معه، وأبو بلال وأصحابه بين راكع وساجد وقائم في الصلاة وقاعد، حتى مال عليهم عباد ومن معه فقتلوهم جميعا، وأتي برأس أبى بلال وكان في القوم كهمس وكان ابر الناس بأمه فقال يا أماه لولا مكانك لخرجت، فقالت: يا بني قد وهبتك لله ففي ذلك يقول عيسى بن فاتك.

وقال عمران بن حطان:

قال: ثم أن عبادا لبث في المصر محمودا لما كان منه حتى ائتمر به جماعة من الشراة، أن يفتكوا به، وذمر بعضهم بعضا على ذلك فجلسوا له في جمعة، وقد أقبل على بغلة له، وابنه رديفه فقام إليه رجل منهم، فقال أسألك عن مسألة؟ قال: قل قال: أرأيت رجلا قتل رجلا بغير حق والقاتل ذو جاه وقدر وناحية عند السلطان، ألولي ذلك المقتول أن يفتك به أن قدر عليه؟ قال: بل يرفعه إلى السلطان قال: إن السلطان لا يعدى عليه لمكانه منه قال: أخاف عليه من أن يقتله به قال: دع ما تخافه هو وأصحابه وخبطوه بأسيافهم، فرمى عباد بابنه فنجا، وتنادى الناس، قتل عباد فأخذوا أفواه الطرق، وكان مقتل عباد، سكة بني مازن فحارب بنو مازن قتلة عباد حتى قتلوهم.

قيل، وكان ذلك سببا لجد ابن زياد في تتبعه الشراة حتى بعث إلى خليفته بالصرة، أن وجه إلى بعروة بن أدية فلم يزل يطلبه حتى دل عليهفي سرب العلا بن سوية المنقري. فكتب بذلك إلى عبيد الله بن زياد فقرئ عليه الكتاب: أن أصبناه في شرب فتهانف(2) به عبيد الله فقال له: صفحت ولؤمت، إذ هو في سرب العلا بن سوية ولوددت أنه ما كان ممن يشرب النبيذ قلت: وهذا الخبر قد تقدم معناه، وفي الرواية بعض المخالفة للخبر المتقدم من ذكر عروة.

Bogga 22