ومن غرائب الاتفاق الذي وقع لسيدي المرحوم، رضي الله عنه، أنه وقف في الجامع الصغير. وكان أعاد قراءته ثانية بين العشائين في جامع السنانية عند الحديث الذي رواه أبو نعيم في «حلية الأولياء» عن أبي هريرة مرفوعا: «ادفنوا موتاكم وسط قوم صالحين، فإن الميت يتأذى بجار السوء كما يتأذى الحي بجار السوء» 1.
ولا بأس بذكر شيء من منظوماته اللطيفة فمنها قوله:
قصور عزائمي أبدا بواذخ ... ودور فضائلي بنيت شوامخ
وهمي همتي في دار دنيا ... بوضع مآثر تتلى لناسخ
ورفع لواء شعري بين نثري ... لجمع كتائب الأشعار ناسخ
مديحي للحبيب حياة دهر ... وهجوي للعدا بالحتف صارخ
ونثري في مراسلتي لآل بديع ... بيانها المنظوم باذخ
ومن وصفي التعفف وهو حسبي ... به استغنيت من بين المشايخ
وقوله:
من رام يدخل باب النصر والفرج ... فليجتنب صحبة الأوغاد والهمج
وليعتزل أهل هذا الوقت أجمعهم ... إلا لمن كان ذا دين بلا عوج
أو كان صاحب علم عاملا ورعا أو ... ذا سخاء فما في ذاك من حرج
واستعمل الناس مثل النار منقبضا ... منها وخذ نفعها واحذر من الوهج
Bogga 54