Surah Al-Qasas: An Analytical Study

Mohammed Mutiny d. Unknown
79

Surah Al-Qasas: An Analytical Study

سورة القصص دراسة تحليلية

Noocyada

قال أبو حيان: " الظاهر أن الضمير في (له) عائد على الذي ﴿إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ﴾ بكونك كنت سببًا في قتل القبطي بالأمس، قال ذلك على سبيل العتاب والتأنيب. وقيل: الضمير في (له) والخطاب للقبطي ودل عليه قوله (يستصرخه) ولم يفهم الإسرائيلي أن الخطاب للقبطي " «١» . وقال القرطبي: " أي إنك لغويّ في قتال من لا تطيق دفع شره عنك " «٢» . الذي يدلّ عليه السياق الإعرابي أن المتكلم هو الإسرائيلي خلافًا لمن قال إنه القبطي لأن بعدها: ﴿أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالأَمْسِ﴾، فاستخدم الاستفهام و(أن) المصدرية هنا بعدها، والفعل الماضي مع تاء الخطاب، والجار والمجرور (بالأمس) فيدل على أن المتكلم هو الإسرائيلي الذي هو من شيعته، وليس القبطي، فما أدرى القبطي أن موسى قتل نفسًا بالأمس، وهذا من توجيه الإعراب للمعنى في سُوْرَة الْقَصَصِ. ﴿يَسْعَى﴾ «٣» قال السمين الحلبي: " يجوز أن يكون صفة وأن يكون حالًا، لأن النكرة قد تخصصت بالوصف بقوله ﴿مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ﴾، فإن جعلت (مِنْ أَقْصَى) متعلقًا بـ (جاء) فـ (يسعى) صفة ليس إلا، قاله الزمخشري بناء على مذهب الجمهور، وتقدم أن سيبويه يجيز ذلك من غير شرط، وفي سورة (يس) قدّم ﴿مِنْ أَقْصَى﴾ على ﴿رَجُلٍ﴾ «٤» لأنه لم يكن من أقصاها، وإنما جاء منها، وهنا وصفه بأنه من أقصاها وهما رجلان مختلفان وقضيتان متباينتان " «٥» .

(١) البَحْر المُحِيْط: ٧/ ١١٠. (٢) الجَامِع لأِحْكَام القُرْآن: ٦/ ٤٩٨١. (٣) سُوْرَةُ الْقَصَصِ: الآية ٢٠. (٤) سُوْرَة (يس): الآية ٢٠. (٥) الدُّرُّ المَصُون: ٥/ ٣٣٧.

1 / 79