111

Surah Al-Qasas: An Analytical Study

سورة القصص دراسة تحليلية

Noocyada

وأثناء دراستنا في هذه الرسالة لكل ما يتعلق بسورة القصص، وتحليلنا لكافة جوانبها، كان لزامًا علينا أن ندرس قضية الصورة البلاغية فيها باعتبار أن ما ورد في سورة القصص من صورة بلاغية يعدّ دليلًا للكاتب والشاعر على حد سواء في إقامة تصوير النص استنادًا إليها «١» .
لقد تحققت في سورة القصص التطبيقات البلاغية من خلال جوانب الصورة البلاغية التي احتوتها في ذاتها.
... ولا شك أن هذا التحليل باب من أبواب إدراك إعجاز النص القرآني الذي أخرس القائلين، وأبكم الناطقين.
﴿وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا﴾ «٢»، ففي قوله تعالى فيها: ﴿وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا﴾ «٣» .
نجد أن مشهد صورة هذا القول الكريم من (امرأة فرعون) هو مشهد شاخص بكل جوانب الصورة، فيكاد القارىء للنص أن يحسّ بمشاعر (امرأة فرعون)، وقلقها أمام فرعون وكبار قومه وآله. وفي قولها: ﴿عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا﴾ ما يشعر من خلال استخدام لفظة (عسى) بمحاولتها التأثير عليهم نفسيًا بأسلوب الترجي، وفي قولها: ﴿أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا﴾ جعلت الصورة مصورة أمام عين فرعون، الذي يبدو أنه لم يكن له (ولد)، وتأخيرها جعل موسى ولدًا على رجاء النفع منه، فيه نكتة بلاغية جميلة في أسلوب الحث على فعل شيء ليكون الطلب بالتدريج «٤» .

(١) الصورة والتشخيص البياني في الَقُرْآن الكَرِيم: ص٢٥٧-٢٦٠.
(٢) سُوْرَة النِّسَاءِ: الآية ٨٢.
(٣) سُوْرَة الْقَصَصِ: الآية ٩.
(٤) الصورة والتشخيص: ص ٢٣٧.

1 / 111