Sunduq Dunya
صندوق الدنيا
Noocyada
فلم أر مانعا من الضحك وقلت: «أترى لي وجه عفريت؟»
وكان بين الواقفين رجل أعرفه ذكيا خبيثا ويظهر أن الشك خالجه في الحكاية أو أنه فطن إلى بعض الحقيقة فقال لي: «اسمع. من أين جئت؟»
قلت، وقد أدركت ما يرمي إليه: «جئت من هذا الطريق.»
وكان هذا كذبا أو بعض الحقيقة. ولكني خفت أن يجر الصدق علي الفضيحة. فعاد يسأل: «هل جئت من السيدة نفيسة أو من القلعة.»
قلت: «من القلعة ولا شك. ومن الذي يجرؤ أن يمشي بين القبور؟» فتمتم شيئا لم أسمعه ومضى عني ونجوت.
وهكذا عرفت أني كنت في ليلتي عفريتا من الجن!
رجل ساذج
كان لنا - ونحن شبان - رجل ساذج لم يعرف سوانا. كأنما قد هبط علينا من السماء. وكان الواحد منا يذكر معارفه أو يصف القرية التي هو منها، أو يقص علينا مغامراته، أو يحدثنا بمعاشقه، ويعرض ما عسى أن يكون محتفظا به من مثل خصلة شعر أو منديل أو نحو ذلك، وهو واجم كئيب لا يفتح فمه. وكان يخشى ركوب الماء ويجزع من اضطراب الزورق على متنه، ولا يزال ينتقل من جانب كلما مال، ولقد اضطررنا مرة أن نشده إلى سارية الزورق لنستريح من قلقه.
وأنشدته مرة قصيدة ابن الرومي التي يصف فيها ما لقي في البر والبحر من التباريح والمخاوف. فلما بلغت قوله:
ولم لا ولو ألقيت فيه وصخرة
Bog aan la aqoon