Dhaqanka Qaybaha Cilmiga iyo Boqortooyada
السلوك في طبقات العلماء والملوك
Baare
محمد بن علي بن الحسين الأكوع الحوالي
Lambarka Daabacaadda
الثانية
وَلما علم ابْن فضل أَنه قد استحكم لَهُ أَمر الْيمن خلع طَاعَة عبيد بن مَيْمُون الَّذِي كَانَ يظْهر أَنه دَاع إِلَيْهِ ثمَّ كَاتب صَاحبه منصورا بذلك فَعَاد جَوَابه إِلَيْهِ يعاتبه وَيَقُول لَهُ كَيفَ تخلع من لم تنَلْ خيرا إِلَّا بِهِ وببركة الدُّعَاء إِلَيْهِ فَمَا تذكر مَا بَيْنك وَبَينه من عهود وَمَا أَخذ علينا جَمِيعًا من الْوَصِيَّة على الِاتِّفَاق وَعدم الِافْتِرَاق فَلم يلْتَفت إِلَيْهِ بل كتب إِلَيْهِ ثَانِيًا يُخبرهُ وَيَقُول لَهُ إِن لي بِأبي سعيد الجنابي أُسْوَة إِذْ قد دَعَا إِلَى نَفسه وَأَنت إِذا لم تنزل إِلَى طَاعَتي وَتدْخل بإجابتي نابذتك الْحَرْب فَلَمَّا ورد كِتَابه إِلَى مَنْصُور بذلك غلب على ظَنّه صِحَّته وطلع جبل مسور وَأخذ بتحصينه وَقَالَ إِنَّمَا حصنت هَذَا الْجَبَل من هَذَا الطاغية وَأَمْثَاله
وَلَقَد عرفت الشَّرّ بِوَجْهِهِ حِين اجْتَمَعنَا بِصَنْعَاء ثمَّ إِن ابْن فضل بعد مديدة من تصديره الْكتاب تجهز إِلَى غَزْو مَنْصُور وانتدب لذَلِك عشرَة آلَاف رجل من الْمَعْدُودين فِي عسكره وَسَار من المذيخرة حَتَّى دخل شبام فَحصل بَينه وَبَين عَسْكَر مَنْصُور حَرْب وتكرر ذَلِك وَدخل ابْن فضل بلد لاعة وَصعد جبل الجميمة بِالْجِيم الْمَفْتُوحَة وَهُوَ جبل فائش على الْقرب من مسور وَهُوَ لقوم يُقَال لَهُم بَنو المنتاب فَأَقَامَ بِهِ ثَمَانِيَة أشهر يحاصر منصورا فَلم يدْرك مِنْهُ طائلا وشق بِهِ الْوُقُوف وَعلم مَنْصُور بذلك فراسله بِالصُّلْحِ فَقَالَ ابْن فضل لَا أفعل إِلَّا أَن ترسل إِلَيّ ولدك يقف معي على الطَّاعَة وَإِلَّا فَلَا يسمع بِأَنِّي رحت بِغَيْر قَضَاء حَاجَة ويشيع عِنْد الْعَالم أَنِّي تركته تفضلا لَا عَجزا فَفعل مَنْصُور ذَلِك وَتقدم مَعَه بعض أَوْلَاد مَنْصُور ثمَّ إِن ابْن فضل طوقه بطوق من ذهب وانهمك بالمذيخرة على تَحْلِيل مُحرمَات الشَّرِيعَة وَإِبَاحَة محظوراتها وَعمل بهَا دَارا وَاسِعَة يجمع فِيهَا
1 / 209