إذن فأصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم - الصحبة الشرعية- ليسوا إلا المهاجرين والأنصار ومن يدخل في حكمهم؛ ممن أسلم قديما في العهد المكي ثم عاد إلى بلاده بإذن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، أو استشهد، أو هاجر إلى الحبشة ولم يعد إلا بعد الحديبية، كما يدخل فيهم من جعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم له الهجرة في دياره كوفد مزينة وكذا قبيلة أسلم من أسلم منهم قبل الرضوان ولم يهاجر، لثبوت هذا بأدلة خاصة، كما يدخل في حكمهم نساء المهاجرين اللاتي هاجرن معهم، وكذلك مواليهم المسلمين الذين شاركوهم في الإسلام والهجرة.... وأمثال هؤلاء وكذلك يدخل نساء الأنصار ومواليهم وحلفاؤهم المسلمون بالبوادي القريبة منهم.
فهذا أسلم تعريف لأصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى لا يساء لمقام النبي صلى الله عليه وآله وسلم بإضافة من ليس على منهجه إليه ممن أساء السيرة من الظلمة والفساق والمضطربين في السيرة، إضافة إلى أن هذه الصحبة الشرعية هي التي كان فيها النصرة والتمكين في أيام الضعف والذلة، وهي الصحبة الممدوحة في القرآن الكريم والسنة النبوية، بمعنى أن كل آيات الثناء في موضوع الصحبة كان الثناء فيها منصبا على المهاجرين والأنصار فقط، وليس هناك مدح عام لمن كان مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلا وهو منصرف لهؤلاء لا لغيرهم، وذلك للأدلة الآتي ذكرها مع أن من جاء بعدهم يوجد فيهم فضلاء مثلما يوجد فضلاء على مر الأزمان والعصور، لكن الثناء في القرآن الكريم والسنة النبوية ليس منصرفا إلا للمهاجرين والأنصار، يعرف ذلك بمعرفة وقت نزول الآيات وألفاظها ويعرف ذلك بمناسبات الأحاديث وزمنها وتفسير بعضها بعضا.
Bogga 70