Suhba Wa Sahaba
الصحبة والصحابة
Noocyada
فهم الصحابة في موضوع العدالة
ومما يستدل به على أن الآيات لا تتناول كل فرد أن الصحابي نفسه عندما يتهمه بعض الناس بالكذب أو الخطأ في الحديث لا يدافع عن نفسه بأن الله قد عدله في القرآن!!
وإنما يدافع عن نفسه بأشياء أخرى أمثلة ذلك:
المثال الأول: عندما أنكرت أم المؤمنين عائشة على أبي هريرة كثرة الحديث وقالت (يا أبا هريرة ما هذه الأحاديث التي تبلغنا أنك تحدث بها عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم؟ هل سمعت إلا ما سمعنا وهل رأيت إلا ما رأينا.
أجاب أبو هريرة بقوله (..إني والله ما كان يشغلني عنه شيء).
إذن فعائشة أم المؤمنين وأبو هريرة لم يفهما من الآيات الكريمة تعديلا لكل الصحابة أو كل من رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم من المسلمين ولو كان كذلك لما أنكرت عائشة ولما اعتذر أبو هريرة بالعذر السابق ولقال (كيف تنكرين علي وأنا معدل في القرآن بقوله تعالى... إلخ).
المثال الثاني: قال أبو هريرة أيضا -فيما أخرجه البخاري عنه- (يقولون: إن أبا هريرة يكثر الحديث، والله الموعد) ويقولون: ما للمهاجرين لا يحدثون مثل أحاديثه؟
وإن إخواني من المهاجرين كان يشغلهم الصفق بالأسواق وإن إخواني من الأنصار كان يشغلهم عمل أموالهم وكنت امرءا مسكينا ألزم رسول الله على ملء بطني، فأحضر حين يغيبون وأعي حين ينسون.
أقول: لم يدافع أبو هريرة عن نفسه بأن الله قد عدله في القرآن الكريم ، وإنما بين الأسباب التي يراها مسوغة لكثرة أحاديثه، وهذا فهم (السلف) الذي يطالب به هؤلاء.
ثم في كلامه إثبات نسيان الصحابي للحديث، وغلاة أهل الحديث لا يثبتون هذا، ولا يعترفون بخطأ الصحابي في رواية الحديث، سواء نتيجة وهم أو نسيان، مع أن الطبيعة البشرية -فضلا عن الأدلة- ترد هذا، وهذا لا يعني تشكيكا في السنة كما يزعم هؤلاء، ولكن يعني التحرز من نسبة أشياء للنبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يقلها، قد تكون رويت على سبيل الوهم أو النسيان.
Bogga 301