Suhba Wa Sahaba
الصحبة والصحابة
Noocyada
مفهوم عدالة الصحابة
من المباحث الرئيسة المتعلقة بالصحابة مبحث (عدالة الصحابة) هذه المسألة الغامضة التي تحتاج لتجلية وتفصيل في ضوء النصوص الشرعية بعيدا عن الأقوال والأحكام المتأثرة بالخصومات المذهبية بين أهل السنة من جهة وبين الشيعة والخوارج من جهة أخرى، والأحكام المتأثرة بهذه الخصومات لا تستند لدليل شرعي، فنحن نقرأ ونسمع كثيرا قاعدة يرددها كثير من الناس من أن (أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم كلهم عدول).
فإذا أراد الباحث أن يدرس التاريخ الإسلامي أو بداية من السيرة النبوية إلى نهاية القرن الأول يجد من الناس من يسوؤه ذكر من ارتد ممن وصف بالصحبة ،كما يسوؤه ذكر من انضم إلى الخوارج منهم، أو إلى أهل البغي أو من شارك في قتل عثمان، ونحو ذلك.
ويجد نفسه أمام كثير من الناس -ممن لهم اهتمام بالعلم- يأتون رافعين راية (كل الصحابة عدول).
وإذا سألهم عن معنى كلمة (الصحابة) وكلمة (العدالة) لا تجدهم مدركين لمعنى هاتين اللفظتين.
وهذه اللفظة الثانية (العدالة) إن عرفوها لا يستطيعون تطبيقها على واقع الصحابة زاعمين أن لديهم أدلة صحيحة صريحة في عدالة كل فرد من الصحابة! وهذا -كما ذكرنا سابقا- تقول على الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم بغير علم.
والعجب ممن يحذر من الكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بينما هو يكذب على الله عز وجل بزعمه أن الله قد أثنى على كل الصحابة وعدلهم في كتابه الكريم! ويقصد بالصحابة كل من رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم من المسلمين، وهذا التعديل المزعوم خلاف الواقع الذي نقله أهل السير والمغازي وأهل الحديث والفقهاء وغيرهم.
بل هذا (أعني القول بعدالة كل فرد) من أفسد الأقوال وهو نتيجة لعدم استقراء آيات القرآن الكريم والسنة المطهرة أو نتيجة لعدم فهم مدلولات الخطاب أو جهل بواقع عصر الصحابة.
Bogga 260