239

الطبقة الخامسة من التابعين: الطلقاء

طبقة الطلقاء: ويطلق عليهم بعض أهل السير (مسلمة الفتح ) لكن لفظ الطلقاء أولى لوروده في أحاديث صحيحة فهو اللفظ الشرعي، وعددهم ألفان، وهؤلاء هم الذين أظهروا الإسلام عند فتح مكة خوفا من السيف، أو حبا في الانضمام لسائر المسلمين، فلم تعد المصلحة تستدعي بقاءهم على الكفر، وإن كان بعضهم قد حسن إسلامه فيما بعد، وقد شهد منهم حنين والطائف أناس مبطنون للكفر ومظهرون للإسلام مثلهم مثل منافقي أهل المدينة الذين كانوا يشهدون مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعض الغزوات قبل الفتح، ولم يكن بمكة قبل فتحها نفاق بل كان كفر فقط أو إسلام مستضعفين حتى فتحت مكة فاختفى الكفر وجاء مكانه الإسلام والنفاق كما كان الحال في المدينة عند ظهور الإسلام بها، وهذا يرد على مزاعم بعض علماء الشام الذين ذكروا أن النفاق إنما هو بالمدينة فقط!، وأن قريشا لم يكن فيهم منافق! ولا أدري هل محاولة اغتيال بعض الطلقاء للنبي صلى الله عليه وآله وسلم واستهزاء بعضهم به يعد من النفاق أم لا؟! فانظر كيف يحاول بعض علماء الشام في الماضي أن يقعد القواعد لبراءة الطلقاء!! وهذا لا يعني اتهام جميع الطلقاء بالنفاق أو التردد أو الشك ولكن إسلام بعضهم كان محل شك عند بعض الصحابة فضلا عن حسن السيرة كما أن بعضهم عرف عنه حسن الإسلام يومئذ وحسن السيرة فيما بعد كعتاب بن أسيد مثلا.

والغريب هنا أيضا أن غلاة السلفية لا يلتفتون لمن أحسن السيرة من الطلقاء وإنما يذهبون للغلو في من أساء السيرة منهم! وهذا من آثار السياسة الأموية على الفكر السلفي المغالي، والطلقاء مع نزولهم في الفضل وتخلفهم عمن سبقهم هم ثلاث طبقات من حيث الفضل والمنزلة:

Bogga 240