شبهة مشهورة

يقول البعض: إذا كان الفرق بين عبد الرحمن بن عوف وخالد بن الوليد كبيرا إلى هذا الحد (وهذه المسألة الأولى) فمن باب أولى أن يكون الفرق بين من صحب ولو صحبة يسيرة وبين من لم يصحب! (وهذه المسألة الثانية).

ونقول: المسألة الأولى جاء الدليل عليها لكن ما دليل المسألة الثانية؟ أين الدليل المفضل للطلقاء أمثال الوليد بن عقبة ومعاوية بن أبي سفيان والحكم بن أبي العاص وقاتل عمار على التابعين أمثال سعيد بن المسيب وعلي بن الحسين وعمر بن عبد العزيز ونحوهم؟! أين الدليل على هذا من كتاب الله أو سنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم؟! بعيدا عن القواعد العاطفية التي وضعها بعض مغفلي الصالحين، كقول بعضهم: (تراب في أنف معاوية أفضل من عمر بن عبد العزيز..!) فهذا القول باطل لا دليل عليه من نقل ولا عقل، وهو دليل على الغلو في معاوية وتسرب الآراء الشامية إلى كتب أهل السنة والجماعة وإلا فالتراب لا فضل فيه والإنسان خير من التراب فقد كرم الله بني آدم على كثير ممن خلق وسخر لهم الأرض وما فيها من تراب وحديد وغير ذلك.

Bogga 108