Sudan
السودان من التاريخ القديم إلى رحلة البعثة المصرية (الجزء الثاني)
Noocyada
وتنحصر النباتات بجميع أنواعها في جزء ضيق بالقرب من النهر وما بعد عن ذلك فهو صحراء. والوادي في هذه المنطقة عادة ضيق وواضح الحدود ومحصور بين تلال الصحراء. ويتسع الوادي شمال القاهرة فيكون دلتا مصر الخصبة. والملاحة ميسورة في النيل مدة جزء من السنة من البحر حتى وادي حلفا حيث يقع الشلال الثاني جنوبها مباشرة، وكثيرا ما تعيق الشلالات الملاحة من وادي حلفا إلى الخرطوم التي تبعد عن البحر 3070 كيلومترا نهرا. وينبع نهر العطبرة من الجزء الشمالي من الحبشة، وبالرغم مما به من كميات الماء الوافرة إبان أغسطس وسبتمبر فإنه يأخذ في النقصان من ديسمبر إلى يونية حتى يصبح بركا متناثرة.
ويمتد سهل السودان الواسع جنوبا من شمال نهر العطبرة حيث تحده نجاد الحبشة شرقا وصعيد البحيرات والأراضي المرتفعة الفاصلة بين حوضي نهري النيل والكونغو جنوبا. أما الحد الغربي فهو أكثر تدرجا وحدوده من الأراضي المرتفعة ليست بمثل هذا الوضوح.
وتظهر تلال منعزلة في السهل لكنها قليلة ومتباعدة.
وينبع النيل الأزرق من بحيرة تانا بصعيد الحبشة على ارتفاع 1850 مترا، ويجري النهر بعد تركه البحيرة في واد يتزايد في العمق تدريجيا حتى يشبه الهوة في بعض الأماكن إلى أن يصل إلى سهول السودان جنوب الروصيرص، ويتصل به في هذا الجزء الكثير من النهيرات التي تجري كالسيول، وأهمها الديديسا والدابوس، ولا يعرف عنهما إلا القليل. والنيل الأزرق سهل الملاحة من الروصيرص شمالا لمدة من السنة، ويتصل به في جزئه الأسفل الدندر والرهاد من الحبشة، ويمدانه بكمية معتدلة من المياه في الفيضان، ولكنهما يجفان بعد ذلك فيصبحان كالعطبرة بركا متوالية، وتحمل جميع الأنهر الآتية من صعيد الحبشة كمية من الطمي إبان الفيضان. وتبعد بحيرة تانا عن مدينة الخرطوم 1620 كيلومترا نهرا.
ويتحد النيل الأزرق مع النيل الأبيض عند الخرطوم.
ويستمد النيل الأبيض ماءه من السوباط وبحر الزراف وبحر الجبل وبحر الغزال. ويتكون السوباط من رافد البارو الذي ينبع من صعيد الحبشة وروافد البيبور الذي يستمد ماءه من الحبشة ومن منحدرات صعيد البحيرات، ويشمل حوض السوباط مساحات شاسعة تتحول إلى مستنقعات في فصل الأمطار. وتتيسر الملاحة فيه زمان الفيضان حتى جمبيلا على رافد البارو بالحبشة وإلى ما بعد أكوبو على رافد البيبور.
ويبدأ بحر الزراف من المستنقعات التي في بحر الجبل، وقد وصل بحر الزراف ببحر الجبل بقناتين صناعيتين، ويجري جزؤه بين الأسفل ضفتين منتظمتين. أما جزؤه الأعلى فيجري في مستنقعات.
ويجري النيل الأبيض بين ملتقى السوباط وملتقى بحر الغزال من الغرب إلى الشرق، ويستمد بحر الغزال مياءه من المنحدرات الشمالية لخط تقسيم المياه بين النيل والكونغو الذي ينحدر منه الكثير من المجاري إلى سهول السودان، حيث تكون مستنقعات يتبخر منها كل ما يصلها من المياه، فلا يجري منها في بحر الغزال غير النزر اليسير. ويطلق اسم بحر الجبل على المجرى الأساسي للنيل الأبيض من الجنوب، وهذه التسمية أطلقها العرب ، وقد كانوا أول من أبحر فيه. وتجاوره المستنقعات الواسعة على الجانبين في الجزء الأسفل من مجراه، وتعرف بمنطقة السد، وتمتد شمالا من بور إلى بحيرة نو، وكثيرا ما سدت الأعشاب الطافية بحر الجبل في سنة 1903 حتى كانت الملاحة فيه أحيانا مستحيلة؛ ولذا سميت بمنطقة السد، وإذا نظرنا إلى منطقة السد من فوق سطح مركب بخار لرأينا مستنقعا مترامي الأطراف به عشب البردي وأم الصوف والأمباتش والبوص الطويل. وربما رأينا القليل من الأشجار عن بعد، وهي دليل على وجود أراض مرتفعة جافة. ويتوقف مسطح المستنقعات على ارتفاع منسوب النهر. وهو يختلف كثيرا من عام لآخر. ومجراه في شمال منجلا ليس محصورا في قناة واحدة؛ نظرا لما يخترقه من مجاري المياه والبرك. ومنطقة المستنقعات هذه سبب خسارة فادحة في الماء.
منطقة السدود، حيث الأعشاب ومساحات ماء قليلة العمق في بحر الجبل والزراف والغزال.
ويمكن رؤية تلال جنوب منجلا على بعد. وتنقطع الملاحة عند الرجاف التي تبعد عن الخرطوم 1760 كيلومترا، ويجري النهر من الرجاف إلى نمولي على حدود أوغندا في واد ضيق تعيق سيره شلالات أشدها تأثيرا شلالات فولا جنوب نمولي مباشرة، والإقليم ذو مرتفعات ومنخفضات، لكنه يرتفع تدريجيا شطر صعيد البحيرات.
Bog aan la aqoon