Sudan
السودان من التاريخ القديم إلى رحلة البعثة المصرية (الجزء الثاني)
Noocyada
(1) في عهد محمد علي
لم تعرف مصر في عهدها الحديث جيشا نظاميا يحمل اسم مصر إلا منذ عناية محمد علي الكبير بتأليف جيش مصري منظم تنظيما جديدا. وقد أخذ يسعى لذلك منذ سنة 1820، وكان جيش محمد علي قبل ذلك «باشبوزق» أي جنودا غير نظاميين. وقد حاول محمد علي قبل سنة 1820 تدريب جيش منظم فلم يفلح؛ لأن الجنود تمردوا.
ولقد كان بالجيش المصري أرناؤود وأتراك، وكان الضباط منهم ومن الجراكسة، وكان المنظمون فرنسيين. أنشأ محمد علي المدرسة الحربية الأولى في أسوان سنة 1820، وجعل الكولونيل سيف
1
مديرا لها، وأرسل إليه مماليك، وبلغ عدد التلاميذ ألفا دربهم فصاروا بعد ثلاث سنوات ضباطا نظاميين بعد أن حاولوا التمرد في أثناء تعليمهم. واتجه محمد علي إلى تجنيد السودانيين، ففتح السودان ودرب عشرين منهم في بني عدي «المعروفة الآن باسم بني عديات - مركز منفلوط - وهي بلد المؤلف» - فدربوا هناك ولم تنجح التجربة مع السودانيين، فقد أصابهم الموتان لعدم موافقة الجو لهم. فاتجه محمد علي إلى تجنيد المصريين. وتألفت سنة 1823 الأورط الست الأولى، وكان الضباط المماليك المتخرجون من مدرسة أسوان ضباطا لها. ثم أنشأ معسكرا عاما في الخانكة كان به حوالي 25 ألفا من الجنود النظاميين، وأنشئ المستشفى العسكري في أبي زعبل، ثم مدرسة الطب ثم المدرسة الحربية للمشاة. وأنشئت سنة 1825 مدرسة إعدادية للتعليم الحربي بقصر العيني وطلبتها 500 يلتحقون بعد تخرجهم بالمدارس الحربية والبحرية: ومدرسة المشاة بالخانكة ثم بدمياط ثم في أبي زعبل، ومدرسة الفرسان بالجيزة، ومدرسة المدفعية بطرة، ومدرسة أركان الحرب بالخانكة، ومدرسة الموسيقى العسكرية، والمدرسة البحرية بالإسكندرية، ومصانع الأسلحة والمدافع بالقلعة. ومعمل صب المدافع بمصانع الترسانة. ومخازن البارود والقنابل في سفح المقطم. وأنشأ بالحوض المرصود بالقاهرة معمل البنادق سنة 1831 لصنع البنادق، ومعمل البارود في المقياس بالروضة. وأصبحت معامل البارود ستة في القاهرة، والبدرشين، والأشمونين، والفيوم، وأهناس، والطرانة.
وكانت ملابس الجنود بسيطة تتألف من الطربوش الأحمر، وصدار، وبنطلون «سروال واسع يشد بتكة عند الوسط، ويربط على الركبة برباط الساق «القلشين»، ويتمنطق الجنود على خواصرهم بحزام، وملابس الشتاء من الجوخ. وفي الصيف من القطن السميك. ويلبس الفرسان والطوبجية والحرس صدارا أزرق وغيرهم صدارا أحمر. أما ملابس الصيف لأسلحة الجيش كلها فهي بيضاء، ويلبسون «مراكيب» ولا يختلف لباس الضباط عن لباس الجنود إلا في نوع الجوخ والتطريز واللون الأحمر، وكان الجندي يتناول 15 قرشا في الشهر، والأنباشي 25، والجاويش 30، والباشجاويش 40، والصول 60، والملازم الثاني 250، والملازم الأول 350 قرشا، واليوزباشي 500، والصاغ 1200، والبكباشي 2500، والقائمقام 3000، والميرالاي 7000، والمير لواء 11000 قرشا، والمير ميران 12500.
وأنشأ محمد علي ديوان الجهادية «وزارة الحربية»، وكان نظام الجيش المصري وفق نظام الجيش الفرنسي، وأنشأ الطوابي والحصون الكثيرة . وبلغ الجيش في أول حكم محمد علي عشرين ألفا «غير نظاميين». وفي سنة 1833 بلغ 194032 منهم 25143 بحريين بحسب ما ورد في كتاب البارون بوالكونت
2
و159300 بحسب إحصاء مسيو مانجان.
وبلغ عدد الجيش في سنة 1839 - 235880 من جنود نظامية وغيرها وطلبة وعمال ملحقين بالجيش - وقد ورد هذا الإحصاء في كتاب الدكتور كلوت بك «لمحة عامة إلى مصر». كان من ذلك في السودان 11560.
Bog aan la aqoon