Studies in Sufism
دراسات في التصوف
Daabacaha
دار الإمام المجدد للنشر والتوزيع
Lambarka Daabacaadda
الأولى
Sanadka Daabacaadda
١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م
Noocyada
وبلغت بهم الجرأة والكراهة للحديث وأهلة إلى أن قالوا: إن رجلا استشار معروفًا الكرخي في صحبة إمام أهل السنة أحمد بن حنبل فقال له جوابه:
" لا تصحبه، فإن أحمد صاحب حديث، وفي الحديث اشتغال بالناس، فإن صحبته ذهب ما تجد في قلبك من حلاوة الذكر وحب الخلوة (١).
وابن عجيبة الحسني يحذر من مجالسة العلماء والاستماع إليهم بقوله:
" الجلوس معهم اليوم أقبح من سبعين عاميًّا غافلا وفقيرًا جاهلا، لأنهم لا يعرفون إلا ظاهر الشريعة، ويرون أن من خالفهم في هذا الظاهر مخطئ أو ضال، فيجهدون في رد من خالفهم، يعتقدون أنهم ينصحون وهم يغشون. فليحذر المريد من صحبهم والقرب منهم ما استطاع. فإن توقف في مسألة ولم يجد من يسأل عنها من أهل الباطن فليسأله على حذر، ويكون معه كالجالس مع العقرب والحية. والله ما رأيت أحدًا من الفقراء قرب منهم وصحبهم فأفلح أبدًا في طريق الخصوص " (٢).
وهذا مع إدعائهم " علمنا هذا مؤيد بالكتاب والسنة " (٣).
والجدير بالذكر أن المتصوفة كما يخالفون العلم والعلماء وطلب الحديث، يخالفون كذلك إسناد الحديث الذي ليس هو إلا من قوائمه، فلا يقوم إلا به، رغبة في ترويج أباطيلهم وأضاليلهم، وزيغهم وضلالهم كذبًا على نبي الله، وزورًا على رسوله صلوات الله وسلامه عليه كيلا يعرف الحق من الباطل، والصدق من الكذب، ويميز الصحيح من السقيم، وعلى ذلك نرى أن كتب أكثرهم مليئة بالأحاديث الموضوعة والروايات المختلقة المزورة المكذوبة على رسول الله ﷺ حتى كُتُب الغزالي فيلسوف الإسلام وفقيه المسلمين، ولما سئلوا عنها وعن مواردها ورواتها قالوا: روينا عن رسول الله ﷺ في المنام أو في اليقظة، مدَّعين تصحيحها عن النبي ﷺ أو
(١) انظر «قوت القلوب» لأبي طالب المكي ج٢ ص٢٣٦. (٢) «ايقاظ الهمم» لابن عجيبة الحسني ص ٩٧ ط مصطفى البابي الحلبي الطبعة الثالثة ١٤٠٢هـ. (٣) انظر «الرسالة القشيرية» ج١ ص١١٨، «طبقات الأولياء» لابن الملقن ص١٢٧، «حياة القلوب» للأموي ص ٢٩٢، «اليواقيت والجواهر» للشعراني ج٢ ص٩٣، «تنبيه المغتربين» للشعراني ص٦، «جمهرة الأولياء» للمنوفي ج٢ ص ١٤٩، «شرح كلمات الصوفية» لمحمد الغراب ص ٢٠٧.
1 / 133